الاثنين، 27 أكتوبر 2014

عشان اقرأ

( تركيا قلعة الاسلام ... تعود من جديد )
تلك هى العبارة القنبلة التى افتتح بها أردوغان خطابه فى المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية
 اردوجان : هناك شباب تحت العشرين أو فوقها لا يعرفون ما تعرض له الشعب من حرب على قيمه ومقدساته .
اردوجان : قد تمت محاربة قيم هذا الشعب ومقدساته فى الأربعينات ، حيث أغلقت أبواب المساجد وحولت إلى متاحف وحظائر للحيوانات، ومنع تعليم القرآن .
اردوجان : هل تعلمون أن حزب الشعب الجمهورى الحالى الذي يهددنا ونحن لنا 335 مقعداً فى البرلمان هو من أغلق المساجد وحولها لمتاحف وحظائر للحيوان
 اردوجان : نحن نعرف هؤلاء جميعاً ونعرف ماضيهم . لقد كان الشعب يبكى حينما أعاد عدنان مندريس الأذان بعدما منعوه لعشرات السنين ، نحن شعب مسلم ..
اردوجان : بلدان إسلامية تتحدث عن تجربتنا التي تجاوزت حدود بلادنا، سنعيد فتح مدارس الأئمة التى أغلقوها حتى يعود الناس ليتعلموا القرآن والسيرة
 اردوجان: سمحنا لبناتنا المحجبات بدخول المدارس وسنسعى لإعطاء شعبنا كل حقوقه، نحن نحيى الإنسان حتى تحيا الدولة
 اردوجان: احترمنا الناس ومعتقداتهم ولم نتدخل فى نمط عيشهم طوال عشر سنوات، وقفنا ضد تسلط الأغلبية على الأقلية وسنرفض تسلط الأقلية على الأغلبية
 اردوجان : نقولها بقوة ... تركيا قلعة الاسلام .. تعود من جديد.

أهتمت "الدولة العُثمانية" بصورة أساسية باختيار "المؤذنين" للمساجد، وقامت بإنشاء مؤسسة أطلقت عليها اسم "مؤسسة الأذان" تدار مباشرة من القصر السلطاني، تمثلت وظيفتها في الحرص على توظيف من يتمتع بالصوت العذب الجميل من المؤذنين، مع شر...وط يأتي من ضمنها: حفظ القرآن الكريم كاملًا في الغالب، إتقان المؤذن لكل المقامات الصوتية وتخصيص كل صلاة بمقام صوتي معين، معرفة أكثر من لغة حية . كما حرصت على إرسال هؤلاء المؤذنين إلى الأراض المفتوحة "حديثًا"؛ كوسيلة من وسائل جذب سكان هذه الأراضي للدخول للإسلام عن طريق هذا الصوت العذب
وصايا محمدالفاتح عندما حضرتة الوفاة لابنة يزيد
 وصية السلطان العثماني " محمد الفاتح " إلى ولده " بايزيد "
 ............................
 "ها أنذا أموت، ولكني غير آسف؛ لأني تارك خلفًا مثلك!
كن عادلاً صالحًا رحيمًا، وابسط على الرعية حمايتك بدون تمييز، واعمل على نشر الدين الإسلامي؛ فإنّ هذا هو واجبُ الملوك على الأرض.
قدِّم الاهتمام بأمر الدين على كل شيء، ولا تفتر في المواظبة عليه، ولا تستخدم الأشخاص الذين لا يهتمون بأمر الدين، ولا يجتنبون الكبائر، وينغمسون في الفحش، وجانب البدع المفسدة، وباعد الذين يحرِّضونك عليها.
وسِّع رقعة البلاد بالجهاد، واحرس أموال بيت المال من أن تتبدّد.
إياك أن تمدّ يدك إلى مال أحد من رعيتك إلاّ بحق الإسلام، واضمن للمعوزين قوتهم، وابذل إكرامك للمستحقين.
وبما أن العلماء هم بمنزلة القوة المبثوثة في جسم الدولة، فعظّم جانبهم وشجعهم، وإذا سمعت بأحد منهم في بلد آخر فاستقدمه إليك، وأكرمه بالمال.
حذار حذار لا يغرنك المال ولا الجند، وإياك أن تبعد أهل الشريعة عن بابك، وإياك أن تميل إلى أي عملٍ يخالف أحكام الشريعة؛ فإن الدين غايتنا، والهداية منهجنا، وبذلك انتصرنا.
خد مني هذه العبرة: حضرتُ هذه البلاد كنملةٍ صغيرة، فأعطاني الله تعالى هذه النِّعم الجليلة، فالزم مسلكي، واحذُ حذوي، واعمل على تعزيز هذا الدين وتوقير أهله، ولا تصرف أموال الدولة في ترفٍ أو لهو؛ فإن ذلك من أعظم أسباب الهلاك".

قصة الاميرالعثمانى محمدالفاتح فاتح القسطنطنية عاصمة الروم
 هذه صفحات وجيزة عن قائد من أروع قادة الحضارة الإسلامية في القرون الخمسة الأخيرة، إن لم يكن بحق هو أعظمهم، كان محمد الفاتح شابًّا بُعيد العشرين بقليل.. وكان مسلمًا قبل أن يكون عثمانيًّا.. وكان قد تسلّم قيادة أعظم إمبراطورية إسلامية تقف وحدها مدافعة عن المسلمين بعد سقوط الأندلس، وبعد انهيار خلافة العباسيين.. وبعد أن تداعت آيلة للسقوط دولة المماليك، أبطال موقعة عين جالوت، التي صدّوا فيها الغارة التتارية سنة 658هـ.
وحمل العثمانيون الراية بعد تداعي هذه القوى (أيوبية، وعباسية، ومماليك) فَصَدّوا أوربا، التي كانت قد زحفت على شمال إفريقية (تونس والجزائر ومراكش) بعد سقوط غرناطة سنة (897هـ/ 1492م). فكان ظهور العثمانيين إنقاذًا من الله للعالم الإسلامي.
 ***
محمد الفاتح هو السلطان محمد الثاني بن مراد الثاني (855هـ - 1451م)، وهو السلطان السابع في سلسلة آل عثمان، يُلقَّب بالفاتح، وبأبي الخيرات، وقد حكم نحو ثلاثين سنة، كانت خيرًا وبركة على المسلمين.
وتولى حكم الخلافة العثمانية في (16محرم 855هـ - 18 فبراير عام 1451م)، وعمره (22 سنة)، وكان الفاتح شخصية فذَّة، جمعت بين القوة والعدل[1].
وكان محمد الفاتح محبًّا للعلماء، يقربهم لمجالسه، وقد تعلم منهم بعض الأحاديث النبوية، التي تثني على فاتح القسطنطينية، ومن ذلك قول رسول الله : "لتفتحن القسطنطينية على يد رجل، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش"[2]. ولهذا كان الفاتح يطمح في أن يكون هو المقصود بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم[3].
تربية محمد الفاتح
 ولقد أثمرت تربية العلماء له حب الإسلام والإيمان، والعمل بالقرآن وسنة سيد الأنام ؛ ولذلك نشأ على حب الالتزام بالشريعة الإسلامية، واتصف بالتُّقى والورع، وكان محبًّا للعلم والعلماء، ومشجعًا على نشر العلوم.
لقد تأثر محمد الفاتح بالعلماء الأفاضل ممن يخالف الأمر السلطاني إذا وجد به مخالفة للشرع، ويخاطبه باسمه، ومن الطبيعي أن يتخرج من تحت يد هؤلاء أناس عظماء كمحمد الفاتح، وأن يكون الفاتح مسلمًا مؤمنًا ملتزمًا بحدود الشريعة، مقيدًا بالأوامر والنواهي معظمًا لها، ومدافعًا عن إجراءات تطبيقها على نفسه أولاً، ثم على رعيته، تقيًّا صالحًا، يطلب الدعاء من العلماء العاملين الصالحين.
وكان الفاتح يميل لدراسة كتب التاريخ، وقد سار على المنهج الذي سار عليه أجداده في الفتوحات؛ ولهذا برز بعد توليه السلطة في الدولة العثمانية بقيامه بإعادة تنظيم إدارات الدولة المختلفة، واهتم كثيرًا بالأمور المالية؛ فعمل على تحديد موارد الدولة، وطرق الصرف منها بشكل يمنع الإسراف والبذخ، أو الترف. وكذلك ركز على تطوير كتائب الجيش، وأعاد تنظيمها، ووضع سجلات خاصة بالجند، وزاد من مرتباتهم، وأمدهم بأحدث الأسلحة المتوفرة في ذلك العصر، وعمل على تطوير إدارة الأقاليم، وأقر بعض الولاة السابقين في أقاليمهم، وعزل من ظهر منه تقصير أو إهمال، وطوَّر البلاط السلطاني، وأمدهم بالخبرات الإدارية والعسكرية الجيدة؛ مما أسهم في استقرار الدولة، والتقدم إلى الأمام.
ولم يكتف السلطان محمد بذلك، بل إنه عمل بجد؛ من أجل أن يتوِّج انتصاراته بفتح القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، والمعقل الاستراتيجي المهم للتحركات الصليبية ضد العالم الإسلامي لفترة طويلة من الزمن، والتي طالما اعتزت بها الإمبراطورية البيزنطية بصورة خاصة والمسيحية بصورة عامة، ومن أجل جعلها عاصمة للدولة العثمانية[4].
الإعداد لفتح القسطنطينيةالإعداد لفتح القسطنطينية
 لقد بذل السلطان محمد الفاتح جهودًا خارقة في مجال التخطيط لفتح القسطنطينية، كما بذل جهودًا كبيرة في دعم الجيش العثماني بالقوى البشرية، حتى وصل تعداده إلى قرابة ربع مليون مجاهد. وهو عدد كبير إذا قُورن بجيوش الدول في تلك الفترة، كما عنى بتدريب تلك الجموع على فنون القتال المختلفة، وبمختلف أنواع الأسلحة، التي تؤهلهم للجهاد المنتظر. كما اعتنى الفاتح بإعدادهم إعدادًا معنويًّا قويًّا، وغرس روح الجهاد فيهم، وتذكيرهم بثناء الرسول على الجيش الذي يفتح القسطنطينية، وعسى أن يكونوا هم هذا الجيش المقصود بذلك.
وفي الناحية التكتيكية العسكرية بدأ محمد الفاتح خطوة عملية كبيرة حين صمم على إقامة قلعة روملي حصار في الجانب الأوربي على مضيق البسفور في أضيق نقطة منه مقابل القلعة التي أسست في عهد السلطان بايزيد في البر الآسيوي.
وقد حاول الإمبراطور البيزنطي إثناء السلطان الفاتح عن عزمه في بناء القلعة مقابل التزامات مالية تعهَّد بها، إلا أن الفاتح أصر على البناء؛ لما يعلمه من أهمية عسكرية لهذا الموقع، حتى اكتملت قلعة عالية ومحصنة، وصل ارتفاعها إلى 82م، وأصبحت القلعتان متقابلتين، ولا يفصل بينهما سوى 660م تتحكمان في عبور السفن من شرقي البسفور إلى غربيه، وتستطيع نيران مدافعهما منع أي سفينة من الوصول إلى القسطنطينية من المناطق التي تقع شرقها مثل مملكة طرابزون، وغيرها من الأماكن التي تستطيع دعم المدينة عند الحاجة[5].
كما اعتنى السلطان بتطوير الأسلحة اللازمة لهذه العملية المقبلة، ومن أهمها المدافع، التي أخذت اهتمامًا خاصًّا منه؛ حيث أحضر مهندسًا مجريًّا يُدعى أوربان كان بارعًا في صناعة المدافع، فأحسن استقباله، ووفَّر له جميع الإمكانيات المالية والمادية والبشرية، وقد تمكن هذا المهندس من تصميم وتنفيذ العديد من المدافع الضخمة، كان على رأسها المدفع السلطاني المشهور، والذي ذكر أن وزنه كان يصل إلى مئات الأطنان، وأنه يحتاج إلى مئات الثيران القوية لتحريكه.
كما أعطى الفاتح عناية خاصة بالأسطول العثماني؛ حيث عمل على تقويته، وتزويده بالسفن المختلفة ليكون مؤهلاً للقيام بدوره في الهجوم على القسطنطينية، وهي مدينة بحرية لا يكمل حصارها دون وجود قوة بحرية تقوم بهذه المهمة، وقد ذُكر أن السفن التي أعدت لهذا الأمر بلغت أكثر من أربعمائة سفينة[6].
الزحف نحو القسطنطينيةالزحف نحو القسطنطينية
 ثم زحف السلطان محمد الفاتح على القسطنطينية فوصلها في (26ربيع الأول 857هـ - السادس من إبريل سنة 1453م)، فحاصرها من البر بمائتين وخمسين ألف مقاتل، ومن البحر بأربعمائة وعشرين شراعًا، فوقع الرعب في قلوب أهل المدينة؛ إذ لم يكن عندهم من الحامية إلا خمسة آلاف مقاتل، معظمهم من الأجانب، وبقي الحصار (53 يومًا)، لم ينفك العثمانيون أثناءها عن إطلاق القنابل[7].
ومن الخطوات القوية التي قام بها الفاتح، قيامه بتمهيد الطريق بين أدرنة والقسطنطينية؛ لكي تكون صالحة لجرِّ المدافع العملاقة خلالها إلى القسطنطينية، وقد تحركت المدافع من أدرنة إلى قرب القسطنطينية في مدة شهرين؛ حيث تمت حمايتها بقسم من الجيش حتى وصلت الأجناد العثمانية يقودها الفاتح بنفسه إلى مشارف القسطنطينية، فجمع الجند، وكانوا قرابة مائتين وخمسين ألف جندي، فخطب فيهم خطبًا قوية حثهم فيها على الجهاد، وطلب النصر أو الشهادة، وذكّرهم فيها بالتضحية، وصدق القتال عند اللقاء، وقرأ عليهم الآيات القرآنية التي تحثُّ على ذلك، كما ذكر لهم الأحاديث النبوية التي تبشِّر بفتح القسطنطينية، وفضل الجيش الفاتح لها وأميره، وما في فتحها من عزٍّ للإسلام والمسلمين. وقد بادر الجيش بالتهليل والتكبير والدعاء، وكان العلماء ينبثون في صفوف الجيش مقاتلين ومجاهدين معهم؛ مما أثر في رفع معنوياتهم، حتى كان كل جندي ينتظر القتال بفارغ الصبر؛ ليؤدي ما عليه من واجب.
ومن ثَمَّ قام السلطان محمد الفاتح بتوزيع جيشه البريّ أمام الأسوار الخارجية للمدينة، مشكِّلاً ثلاثة أقسام رئيسية تمكنت من إحكام الحصار البري حول مختلف الجهات، كما أقام الفاتح جيوشًا احتياطية خلف الجيوش الرئيسية، وعمل على نصب المدافع أمام الأسوار، ومن أهمها المدفع السلطاني العملاق، الذي أقيم أمام باب طوب قابي. كما وضع فرقًا للمراقبة في مختلف المواقع المرتفعة والقريبة من المدينة، وقد انتشرت السفن العثمانية في المياه المحيطة بالمدينة، إلا أنها في البداية عجزت عن الوصول إلى القرن الذهبي؛ حيث كانت السلسلة العملاقة تمنع أي سفينة من دخوله، بل وتحطم كل سفينة تحاول الاقتراب.
وكان هذا القرن الذهبي وسلسلته هو التحدي أمام العثمانيين، فالحصار بالتالي لا يزال ناقصًا ببقاء مضيق القرن الذهبي في أيدي البحرية البيزنطية، ومع ذلك فإن الهجوم العثماني كان مستمرًّا دون هوادة؛ حيث أبدى جنود الإنكشارية شجاعة عجيبة وبسالة نادرة، فكانوا يُقدِمون على الموت دون خوف في أعقاب كل قصف مدفعي. وفي يوم 18 إبريل تمكنت المدافع العثمانية من فتح ثغرة في الأسوار البيزنطية عند وادي ليكوس في الجزء الغربي من الأسوار، فاندفع إليها الجنود العثمانيون بكل بسالة محاولين اقتحام المدينة من الثغرة، كما حاولوا اقتحام الأسوار الأخرى بالسلالم التي ألقوها عليها، ولكن المدافعين عن المدينة بقيادة جستنيان استماتوا في الدفاع عن الثغرة والأسوار، واشتد القتال بين الطرفين دون جدوى.
مشكلة السلسلة حول القسطنطينية والتغلب عليها
 لكن الله ألهم السلطان الفاتح إلى طريقة يستطيع بها إدخال سفنه إلى القرن الذهبي دون الدخول في قتال مع البحرية البيزنطية متجاوزًا السلسلة التي تغلق ذلك القرن، وهذه الطريقة تتمثل في جرِّ السفن العثمانية على اليابسة حتى تتجاوز السلسلة التي تغلق المضيق والدفاعات الأخرى، ثم إنزالها مرة أخرى إلى البحر. وقد درس الفاتح وخبراؤه العسكريون هذا الأمر، وعرفوا ما يحتاجونه من أدوات لتنفيذه، والطريق البرية التي ستسلكها السفن، والتي قدرت بثلاثة أميال. وبعد دراسة دقيقة ومتأنية للخطة اطمأنَّ الفاتح للفكرة، ولقي التشجيع من المختصين لتنفيذها، وبدأ العمل بصمتٍ على تسوية الطريق وتجهيزها، دون أن يعلم البيزنطيون الهدف من ذلك، كما جمعت كميات كبيرة من الأخشاب والزيوت.
وبعد إكمال المعدات اللازمة أمر الفاتح في مساء يوم 21 إبريل بإشغال البيزنطيين في القرن الذهبي بمحاولات العبور من خلال السلسلة، فتجمعت القوات البيزنطية منشغلة بذلك عما يجري في الجهة الأخرى؛ حيث تابع السلطان مدَّ الأخشاب على الطريق الذي كان قد سوِّي، ثم دهنت تلك الأخشاب بالزيوت، وجرت السفن من البسفور إلى البرّ؛ حيث سحبت على تلك الأخشاب المدهونة بالزيت مسافة ثلاثة أميال، حتى وصلت إلى نقطة آمنة فأنزلت في القرن الذهبي، وتمكن العثمانيون في تلك الليلة من سحب أكثر من سبعين سفينة وإنزالها في القرن الذهبي على حين غفلة من العدو، بطريقٍ لم يُسبَق إليها السلطان الفاتح في التاريخ كله قبل ذلك.
وقد كان القائد محمد الفاتح يشرف بنفسه على العملية التي جرت في الليل بعيدًا عن أنظار العدو ومراقبته. وفي صباح 22 إبريل استيقظ أهل المدينة على صيحات العثمانيين وأصواتهم يرفعون التكبير والأناشيد التركية في القرن الذهبي، وفوجئوا بالسفن العثمانية وهي تسيطر على ذلك المعبر المائي، ولم يعد هناك حاجز مائي بين المدافعين عن القسطنطينية وبين الجنود العثمانيين.
طرق مبتكرة لاقتحام القسطنطينية
 وقد لجأ العثمانيون في المراحل المتقدمة من الحصار إلى طريقة جديدة ومبتكرة في محاولة دخول المدينة؛ حيث عملوا على حفر أنفاق تحت الأرض من أماكن مختلفة إلى داخل المدينة، التي سمع سكانها في 16 مايو ضربات شديدة تحت الأرض أخذت تقترب من داخل المدينة بالتدريج، فأسرع الإمبراطور بنفسه ومعه قُوَّاده ومستشاروه إلى ناحية الصوت، وأدركوا أن العثمانيين يقومون بحفر أنفاق تحت الأرض[8].
وإلى جانب ذلك لجأ العثمانيون إلى طريقة جديدة في محاولة الاقتحام، وذلك بأن صنعوا قلعة خشبية ضخمة متحركة تتكون من ثلاثة أدوار، وبارتفاع أعلى من الأسوار، وقد كسيت بالدروع والجلود المبللة بالماء لتمنع عنها النيران، وشحنت تلك القلعة بالرجال في كل دور من أدوارها، وكان الذين في الدور العلوي من الرماة يقذفون بالنبال كل من يطل برأسه من فوق الأسوار.
وقد عمد السلطان محمد الفاتح إلى تكثيف الهجوم، وخصوصًا القصف المدفعي على المدينة في ظل سيطرته البحرية الكاملة، حتى إن المدفع السلطاني الضخم انفجر من كثرة الاستخدام، وقتل المشغّلين له، وعلى رأسهم المهندس المجري أوربان، الذي تولى الإشراف على تصميم المدفع. ومع ذلك فقد وجَّه السلطان بإجراء عمليات تبريد للمدافع بزيت الزيتون، وقد نجح الفنيون في ذلك، وواصلت المدافع قصفها للمدينة مرة أخرى، بل تمكنت من توجيه القذائف بحيث تسقط وسط المدينة، إضافةً إلى ضربها للأسوار والقلاع.
وفي يوم الأحد 18جمادى الأولى/ 27 من مايو وجَّه السلطان الجنود إلى الخشوع، وتطهير النفوس، والتقرب إلى الله تعالى بالصلاة، وعموم الطاعات والتذلل، والدعاء بين يديه؛ لعل الله أن ييسر لهم الفتح. وانتشر هذا الأمر بين عامة الجند المسلمين، كما قام الفاتح بنفسه ذلك اليوم بتفقد أسوار المدينة، ومعرفة آخر أحوالها، وما وصلت إليه، وأوضاع المدافعين عنها في النقاط المختلفة، وحدَّد مواقع معينة يتم فيها تركيز القصف المدفعي.
وفي ليلة 29 مايو نزلت بعض الأمطار على المدينة وما حولها، فاستبشر بها المسلمون خيرًا، وذكّرهم العلماء بمثيلتها يوم بدر، أما الروم فقد طمعوا أن تشتد الأمطار فتعرقل المسلمين، ولكن هذا لم يحدث، فقد كان المطر هادئًا ورفيقًا.
وعند الساعة الواحدة صباحًا من يوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى 857 هـ/ 29 مايو 1453م بدأ الهجوم العام على المدينة بعد أن أعطيت إشارة البدء للجنود، فعلت أصوات الجند المسلمين بالتكبير وهم منطلقون نحو الأسوار، وفزع أهل القسطنطينية وأخذوا يدقون نواقيس الكنائس، وهرب إليها كثير من الناس، وكان الهجوم العثماني متزامنًا بريًّا وبحريًّا في وقت واحد حسب خطة دقيقة رسمت سابقًا، وطلب كثير من المجاهدين الشهادة، ونالها أعداد كبيرة منهم بكل شجاعة وتضحية وإقدام، وكان الهجوم موزعًا في العديد من المناطق، ولكنه مركَّز بالدرجة الأولى في منطقة وادي ليكوس بقيادة السلطان محمد الفاتح نفسه.
جيش الفاتح يقتحم القسطنطينية
 ومع ظهور نور الصباح في يوم 30 مايو 1453م أضحى المهاجمون يتمكنون من تحديد مواقع العدو بدقة أكثر، وأخذوا في مضاعفة الجهد في الهجوم؛ مما جعل الإمبراطور قسطنطين يتولى شخصيًّا مهمة الدفاع في تلك النقطة، يشاركه في ذلك جستنيان الجنويّ أحد القادة المشهورين في الدفاع عن المدينة.
وقد واصل العثمانيون ضغطهم في جانب آخر من المدينة؛ حيث تمكن المهاجمون من ناحية باب أدرنة من اقتحام الأسوار والاستيلاء على بعض الأبراج، والقضاء على المدافعين فيها، ورفع الأعلام العثمانية عليها، وتدفق الجنود العثمانيون نحو المدينة من تلك المنطقة. ولما رأى الإمبراطور البيزنطي الأعلام العثمانية ترفرف على الأبراج الشمالية للمدينة، أيقن بعدم جدوى الدفاع، وخلع ملابسه حتى لا يُعرف، ونزل عن حصانه، وقاتل حتى هلك في ساحة المعركة. وكان لانتشار خبر موته دور كبير في زيادة حماس المجاهدين العثمانيين وسقوط عزائم البيزنطيين؛ حيث تمكنت بقية الجيوش العثمانية من دخول المدينة من مناطق مختلفة، وفر المدافعون بعد انتهاء قيادتهم. وهكذا تمكن المسلمون من الاستيلاء على المدينة.
ولم تأت ظهيرة ذلك اليوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى 875هـ/ 29 من مايو 1453م، إلا والسلطان محمد الفاتح في وسط المدينة يحف به جنده وقواده وهم يرددون: ما شاء الله! فالتفت إليهم وقال: لقد أصبحتم فاتحي القسطنطينية، الذين أخبر عنهم رسول الله ، وهنأهم بالنصر، ونهاهم عن القتل، وأمرهم بالرفق بالناس، والإحسان إليهم. ثم ترجل عن فرسه، وسجد لله على الأرض شكرًا وحمدًا وتواضعًا، ثم قام وتوجه إلى كنيسة آيا صوفيا، وقد اجتمع بها خلقٌ كبير من الناس ومعهم القسس والرهبان، الذين كانوا يتلون عليهم صلواتهم وأدعيتهم، فلما اقترب من أبوابها خاف النصارى داخلها ووجلوا وجلاً عظيمًا، وقام أحد الرهبان بفتح الأبواب له، فطلب من الراهب تهدئة الناس وطمأنتهم والعودة إلى بيوتهم بأمان، فاطمأن الناس، وكان بعض الرهبان مختبئين في سراديب الكنيسة، فلما رأوا تسامح محمد الفاتح وعفوه، خرجوا وأعلنوا إسلامهم[9].
وقد أعطى السلطان للنصارى حرية إقامة الشعائر الدينية، واختيار رؤسائهم الدينيين، الذين لهم حق الحكم في القضايا المدنية، كما أعطى هذا الحق لرجال الكنيسة في الأقاليم الأخرى.
 ***
وهكذا نجح محمد الفاتح بعمل أسطوري يكاد يكون عملاً خارقًا.. وباعتمادٍ كامل على الله، وبعزيمة لا تعرف اليأس، وإصرار عجيب على أن يكون هو المقصود بحديث الرسول محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، الذي يخبر فيه عن فاتح القسطنطينية بأنه "نِعْم الأمير"، وبأن الجيش الذي يفتحها "نِعْم الجيش.
وكان محمد الفاتح إنسانًا رحيمًا بكل معنى الكلمة، لكن أوربا التي تشوِّه كل رموز الإسلام، وتنسى لهم كل حسناتهم، لدرجة أن القائد اللنبي الذي دخل دمشق في الحرب العالمية الثانية، ذهب إلى قبر صلاح الدين، وَرَكَله بقدمه، وهو يقول: لقد عُدْنا يا صلاح الدين.
فهل يستحق صلاح الدين هذا من هؤلاء المجرمين، وهو الذي قدَّم لهم صفحة من أروع صفحات الرحمة بعد انتصاره الحاسم، ودخوله القدس؟!
وأين ما فعله صلاح الدين بما فعلوه هم، عندما دخلوها قبل 90 سنة؟!
وهكذا أيضًا تقوَّلُوا على محمد الفاتح، لكن التاريخ شاهد على إنسانيته الرائعة في لحظة الانتصار الكاسح.. لقد كان مسلمًا مثاليًّا في حربه وسلمه
كان لفتح القسطنطينية دوي هائل على مستوى العالم بأسره المسلم وغير المسلم، وأرخ بهذا الفتح نهاية العصور الوسطى في تاريخ البشرية، ودخلت العلاقة بعده بين الإسلام والغرب مرحلة جديدة تغيرت فيها طبيعة الصراع وأساليبه.
عندما حاصر السلطان الغازي ابي البركات محمد الفاتح
 اسوار القسطنطينية اعظم معاقل الصليبيين
 جاء سفراء من المجر إلى المعسكر العثماني وأبلغوا الصدر الأعظم خليل جندرلي باشا رسالة باسم العالم المسيحي أجمع
 ومفادها أن جيوش أوروپا المتحدة
 سوف تستولي على البلاد العثمانية في حالة عدم رفع الحصار عن القسطنطينية
 فلم يعرهم السلطان اهتماما بل أصر على فتح القسطنطينية
 وقال قولته الشهيرة
 عن قرِيب سِيكون لي في القسطنطِينِية عرش أو يكون لي فيها قبر.
فنصره الله وازال علي يديه اعظم امبراطورية في العصر القديم
نشاة الدولة العثمانية وبداية ظهورها
 نتناول في هذا القسم الدولة العثمانية والتي ظهرت منذ عام 699هـ ولكنها لم تتسلم مقاليد الخلافة إلا في عام 923هـ، لتتحول من مجرد دولة إسلامية إلى مقر للخلافة الإسلامية, وحامي حمى الإسلام حتى انطوت صفحتها في عام 1337هـ.
ورغم أنها لم تشمل كل الأمصار الإسلامية إلا أنها ضمت أكثرها، وكانت محطًّا لأنظار المسلمين في الأمصار التي تخرج عن نطاقها، بصفتها مقرا للخلافة وبصفة أن حاكمها خليفة للمسلمين, وأيضًا لكونها دولة من القوى العظمى آنذاك في العالم، إن لم تكن أعظمها.
ولعل من أهم أهدافنا -بعد معرفة هذه الفترة الزمنية الهامة من تاريخ المسلمين- هو إزالة التشويه الكبير الذي لحق بالخلافة العثمانية، والذي عكف عليه أعداء الإسلام في أوربا النصرانية، بدافع من حقدهم الصليبي الشديد على الإسلام، وللأسف الشديد تبعهم الكثير من مؤرخي المسلمين بسبب التقليد الأعمى لأوربا, باعتبارها رمزًا للحضارة العصرية، وتقدمها في مختلف علوم المعرفة "والله لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وراءهم".
وقد يتبادر إلى الذهن سؤال مهم هو: لماذا بالذات هذا الكم الكبير من التشويه في حق الخلافة العثمانية مقارنه بأي خلافةٍ أخرى في تاريخ المسلمين؟
 لقد كان العثمانيون يقاتلون أوربا, حتى قيل إنهم كانوا يحاربون في الجهات الأربع الأصلية في سبيل الإسلام في وقت واحد، فمن الغرب يقاتلون إمبراطورية النمسا، والإسبان في المغرب العربي، ومن الجنوب يقفون في وجه البرتغاليين في الجزيرة العربية، ويضغطون على الروس من الشمال ليخففوا من وطأتهم على التتر والشراكسة المسلمين، ومن الشرق يحاربون الشيعة الذين عقدوا حلفًا مع الصليبيين لمحاربة أهل السنة والجماعة بصفة عامة، والخلافة العثمانية بصفة خاصة.
فماذا تنتظر -أخي المسلم- من نصارى أوربا إلا التشويه للخلافة العثمانية، لقد سجلوا كل سلبية لها, وبالغوا فيها وجاءوا بكثير من الافتراءات, وتجاهلوا تمامًا إيجابياتها بل وعَدُّوا الحكم العثماني استعمارًا دخل بلاد المسلمين بالقوة والقهر؛ لكي يحدثوا الفتنة بين المسلمين, ويفرقوا شملهم وأثاروا العرب خاصة إلى مناهضة العثمانيين.
فالخلافة حسب دعواهم يجب أن تكون محصورة في العرب, ونسى بعض العرب قول رسول الله : "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى".
وأخذ الأوربيون يصورون كل حركة ضد العثمانيين نصرًا، سواء كانت للمسلمين أو النصارى, ويصفون القائم بها بالإخلاص والوطنية, حتى لو كان القائمون بها من قطاع الطرق.
وجاء الأوربيون بأفكار القومية ليشتتوا ويفرقوا المسلمين، حتى يتكون المناخ الملائم لأوربا, لكي تلتهم الأمصار الإسلامية الواحدة تلو الأخرى، وبسبب النجاح الكبير الذي حققته أوربا في تفريق المسلمين والوصول بهم لحالة من التأخر والتخلف, اتجهت أنظار الكثير من المسلمين إلى أوربا كنموذج للتقدم والازدهار، وأقبل عليها الكثيرون من طلبة العلم من بلاد المسلمين الذين يجهلون الكثير عن أمور دينهم، فنقلوا ما تعلموه من ضلال وتشويه حرفيًّا، وكتبوا المناهج الدراسية والتاريخ بما أملاه عليهم أعداء الإسلام.
فكانت النتيجة أن هيمنت فكرة على كثير من المسلمين، وهى أن الخلافة العثمانية هي المسئولة كلية عما وصل إليه المسلمون من تخلف وضياع, وأن الوسيلة الوحيدة للنهوض بالأمة الإسلامية هي التقليد الأعمى لأوربا، لكي تصل إلى ما وصلت إليه من تقدم وازدهار، ونسي المسلمون أنه ما كانت لتقوم لهم قائمة في الأرض إلا بتمسكهم بدينهم, وأن ما لحق بهم من ذل ودمار كان نتيجة طبيعية لتركهم دينهم وحب الدنيا والانغماس في الشهوات.
ولا نقول إن الخلافة العثمانية كانت تمثل الإسلام بشكل صحيح، أو كانت تخلو من الأخطاء، بل نقول إن لها سلبيات وإيجابيات، شأنها شأن الخلافة منذ عهد الأمويين، وحتى العهد العثماني. فهكذا كل عصر له إيجابياته وسلبياته التي يجب أن نبرزها لكي نستفيد بالإيجابيات، ونتعلم من الأخطاء فلا نكررها. ولنبدأ في تناول هذه الصفحة اللامعة من تاريخ المسلمين.
نبذة عن الترك:
قد يتبادر إلى الذهن لأول وهلة أن جمهورية تركيا الحالية (آسيا الصغرى سابقًا) هي الموطن الأصلي للأتراك والتي ترجع إليها أصولهم، ولكن هذه المعلومة خاطئة تمامًا, فالأتراك موطنهم الأصلي هو بلاد تركستان الموجودة بأواسط آسيا, والتي تمثل أراضيها الآن جمهوريات قازاقستان وتركمانستان وطاجكستان وقيرغيزستان وأوزبكستان، والتي استقلت مؤخرًا عن الاتحاد السوفيتى السابق، بالإضافة إلى جزء تحتله الصين حتى الآن يعرف بتركستان الشرقية، والذي تطلق عليه الصين إقليم سينكيانغ, أي الولاية الجديدة، ويوجد جزء آخر من بلاد تركستان في كل من إيران وأفغانستان، والذي كان يعرف سابقا بخراسان، حيث تقتسمه كل من إيران وأفغانستان وجمهورية تركمانستان السابق ذكرها.
والسؤال الآن كيف انتقلت بعض قبائل الترك إلى آسيا الصغرى (الأناضول)؟
 يرجع الترك إلى الجنس المغولي (ذوى البشرة الصفراء) (أو أبناء يافث بن نوح) الذي يضم معظم قارة آسيا، مثل الصينيين واليابانيين والمغول والتتر والملايو وغيرهم.
وكان الترك معروفين ببأسهم الشديد، وقدرتهم الحربية الفائقة نظرًا لقسوة البيئة التي يعيشونها، حيث المرتفعات والأودية الجافة والصحارى ويشاركهم في ذلك أبناء جلدتهم المغول والتتر، وكانوا قبل الفتح الإسلامي يعبدون الأوثان والكواكب.
وفى عصر الدولة الأموية فتح المسلمون هذه البلاد، ودخل أهلها في دين الله أفواجًا وتوارد على فتحها قادة مسلمون ذوو حماسة شديدة للإسلام، أشهرهم قتيبه بن مسلم الباهلي وآل المهلب الذين ولاّهم الحجاج بن يوسف الثقفي، وأعز الله الإسلام بالترك.
نعود إلى السؤال الذي طرحناه منذ قليل، وهو: كيف وصلت بعض قبائل الترك إلى آسيا الصغرى؟
 الإجابة أنه في عهد الدولة العباسية زاد نفوذ الترك, فقد عمل العباسيون على توطين أقسام من جيش خراسان في الأجزاء الأناضولية التابعة لهم والمتاخمة للإمبراطورية البيزنطية، وكانت الحدود بينها وبين الخلافة العباسية يطلق عليها الثغور، والتي كانت مسرحًا للقتال بين الطرفين، وكان الخليفة المهدى يستقدم الأتراك من فرغانة (في جمهورية قيرغيزستان الآن) وبلخ (في خراسان)، ويسكنهم الثغور مثل طرطوس وأضنة ومرعش وخرشنه وغيرها، وكلها في المناطق الجبلية الفاصلة بين المسلمين والروم، وزاد عدد الترك في هذه المناطق في عهد المأمون والمعتصم.
وفي عهد المتوكل أصبح الأتراك هم عماد الجيش في الدولة، وأصبحت الثغور الأناضولية تحت إمرتهم, وكانوا يخضعون للخليفة العباسي تارة، أو للحمدانيين في حلب تارة، أو للطولونيين في مصر تارة أخرى، ورغم هذا الانقسام فإن القتال لم ينقطع بين المسلمين والروم، وكانت الحروب سجالاً بين الطرفين.
وفى مراحل ضعف الدولة العباسية ظهرت دولة السلاجقة، وهم من الأتراك، وكانوا على صراع دائم مع الروم، ومن أبرزهم ألب أرسلان الذي انتصر على الروم انتصارًا حاسمًا في معركة ملاذكرد عام 463هـ.
وانساح السلاجقة بعد تلك المعركة في الأناضول، وأسسوا إمارات كثيرة واستطاع السلاجقة المنتشرون في الأناضول أن يقدموا للمسلمين آثارًا إيجابية كثيرة منها: استرداد بعض الأجزاء من الروم التي سبق أن أخذوها من المسلمين, وفتح كثير من أراضي الأناضول, وزاد التوسع والانتشار كثيرًا في أيام ملكشاه بن ألب أرسلان, وبقيت بعض الإمارات الصليبية في الأناضول تم فتحها بالكامل في عهد العثمانيين.
وعندما جاء الهجوم المغولي على بلاد المسلمين خاف بعض الحكام وتحالفوا -للأسف الشديد- مع المغول الكفرة ضد أبناء عقيدتهم المسلمين.
ووقعت بلاد السلاجقة بيد المغول، واستسلم أمراؤها لهم وصاروا معهم حربًا على المسلمين ثم هزم المغول في عين جالوت سنة 658هـ وخرجوا بعدها من بلاد الشام، فسار الظاهر بيبرس عام 675هـ إلى بلاد السلاجقة لينتقم منهم, والتقى بهم وبحلفائهم المغول والكرج في معركة البستان، وانتصر عليهم، ثم سار ففتح عاصمتهم قيصرية، ومع ضعف المغول زالت دولة سلاجقة الروم، وقامت عدة إمارات في الأناضول، منها أبناء أيدين، وأبناء تركة، وأبناء أرتنا، وأبناء كرميان، وأبناء حميد، وأبناء أشرف قره عيسى، وأبناء صاروخان، وأبناء منتشا، وأبناء جانبدار (أسفنديار)، وأبناء بروانة، وأبناء صاحب أتا، وأبناء قزمان، وأبناء رمضان، وأبناء ذي القادر.
وكادت الأناضول أن تصاب بمثل ما أصيب به المسلمون في بلاد الأندلس وبلاد التتار، نتيجة لتفرق المسلمين ومحاربتهم لبعضهم البعض، والاستعانة بأعداء الإسلام على المسلمين، رغم ما حذرنا منه الله من آثار التفرق في كتابه الكريم: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105].
ولكن الله قيض للأناضول العثمانيين الذين استطاعوا توحيد إماراتها، ونجت -بإذن الله- من ويلات التفرق كما سنعلم في الصفحات التالية.
نشأة الدولة العثمانية:
صورة لمنطقة آسيا الصغرى (تركيا الحالية)
مع زيادة الضغط المغولي القادم من الشرق على الأمصار الإسلامية لجأت الكثير من القبائل إلى الهجرة إلى الغرب هربًا من بربرية المغول، وهجومهم الوحشي، ومن ضمن هذه القبائل قبيلة قاتي التركمانية برئاسة سليمان شاه بن قيا ألب، وكان موطنها بالقرب من مرو قاعدة بلاد التركمان فاتجهت القبيلة إلى الغرب, حتى وصلت إلى خلاط شمال بحيرة وان, وهدأ الزحف المغولي فرغب سليمان في الرجوع إلى موطنه الأصلي، وفي طريق عودته وأثناء عبوره لنهر الفرات غرق فيه، واختلف أبناؤه الأربعة في الوجهة التي يتجهون إليها، فحقق الأخوان سنغور تكن وكون طوغور رغبة والدهما في العودة إلى موطن أبيهم.
وأما الآخران أرطغرل ودندان فقد اتجها إلى الشمال, وتولى أرطغرل زعامة أفراد القبيلة الذين بقوا في الأناضول, وبعث أرطغرل ابنه ساوجي ليطلب من الأمير علاء الدين السلجوقي، أمير إمارة القرمان التي مركزها مدينة قونية أن يعطيه أرضًا تعيش فيها القبيلة, ولكنه توفي في الطريق، وفي هذه الأثناء لاحظ أرطغرل جيشين يقتتلان؛ أحدهما مسلم -وكانت عليه علامات الهزيمة والضعف- وجيش بيزنطي نصراني يكاد ينتصر, فأسرع بعاطفته الإسلامية ليساعد الجيش المسلم، واستطاع -بفضل الله- أن يحوِّل الهزيمة إلى نصر, وكان الجيش المسلم تحت إمرة الأمير علاء الدين والذي سعد بأرطغرل وأقطعه أرضًا على حدود بلاد الروم (الدولة البيزنطية)؛ ليصد غاراتهم ويغير عليهم, وكان في كل انتصار يحققه عليهم يقطعه الأراضي التي فتحها.
وكان لأرطغرل ابن اسمه عثمان كان يتردد على رجل صالح يتحدث معه، وفي إحدى الزيارات رأى عثمان ابنة الرجل الصالح فأسرّته، فطلب نكاحها من أبيها فرفض أبوها، فحزن عثمان لذلك حزنًا شديدًا، وفي يوم من الأيام إذ هو في سبات عميق إذا بحلم عجيب يراه في منامه ما إن استيقظ منه حتى ذهب إلى الرجل الصالح فقص عليه الحلم، فوافق الرجل على زواجه من ابنته، وكان الحلم أنه رأى القمر صعد من صدر هذا الرجل الصالح وصار بدرًا ثم نزل في صدر عثمان ثم خرجت من صلب عثمان شجرة نمت في الحال حتى غطت الأجواء بظلها عبر جبال القوقاز والبلقان وطوروس وأطلس، وخرج من جزعها أنهار دجله والفرات والنيل والطونه (في البلقان) ورأى ورق هذه الشجرة كالسيوف، تحولها الريح نحو مدينة القسطنطينية، فعند سماع الرجل الصالح هذا الحلم تفاءل وزوجه ابنته.
وبشره بأن أسرة عثمان ستحكم العالم.

قصة الخليفة العثمانى سليمان القانونى
 هو سليمان القانوني ابن سليم، ويُعرف في الغرب بسليمان العظيم، وهو أحد أشهر السلاطين العثمانيين، حكم مدَّة 48 عامًا؛ منذ عام 926هـ، وبذلك يكون صاحب أطول فترة حُكْم بين السلاطين العثمانيين.
قضى السلطان سليمان القانوني ستة وأربعين عامًا على قمَّة السلطة في دولة الخلافة العثمانية، وبلغت في أثنائها الدولة قمَّة درجات القوَّة والسلطان؛ حيث اتسعت أرجاؤها على نحوٍ لم تشهده من قبلُ، وبسطت سلطانها على كثير من دول العالم في قاراته الثلاث، وامتدَّت هيبتُها فشملت العالم كلَّه، وصارت سيدة العالم؛ تخطبُ ودَّهَا الدول والممالك، وارتقت فيها النظم والقوانين التي تُسَيِّرُ الحياة في دقَّة ونظام، دون أن تُخالف الشريعة الإسلامية التي حرص آل عثمان على احترامها والالتزام بها في كل أرجاء دولتهم، وارتقت فيها الفنون والآداب، وازدهرت العمارة والبناء.
نشأة سليمان القانوني
 والده السلطان سليم الأول، ووالدته حفصة سلطان ابنة منكولي كراني خان القرم، وُلِدَ سليمان القانوني في مدينة طرابزون عام (900هـ= 1495م)، وقد كان والده آنذاك واليًا عليها، واهتمَّ به والده اهتمامًا عظيمًا؛ فنشأ محبًّا للعلم والأدب والعلماء والأدباء والفقهاء، واشتهر منذ شبابه بالجدية والوقار.
سليمان القانوني يتولى مقاليد السلطة
 تولَّى السلطان سليمان القانوني الخلافة بعد موت والده السلطان سليم الأول في (9 من شوال 926هـ= 22 من سبتمبر 1520م)، وبدأ في مباشرة أمور الدولة، وتوجيه سياستها، وكان يستهلُّ خطاباته بالآية الكريمة: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل: 30]، وقد كانت الأعمال التي أنجزها السلطان في فترة حكمه كثيرة وذات شأن في حياة الدولة.
ففي الفترة الأولى من حكمه نجح في بسط هيبة الدولة، والضرب على أيدي الخارجين عليها من الولاة الطامحين إلى الاستقلال، معتقدين أن صغر سنِّ السلطان -الذي كان في السادسة والعشرين من عمره- فرصة سانحة لتحقيق أحلامهم، لكن فاجأتهم عزيمة السلطان القويَّة التي لا تلين، فقضى على تمرُّد جان بردي الغزالي في الشام، وأحمد باشا في مصر، وقلندر جلبي في منطقتي قونية ومرعش؛ الذي كان شيعيًّا، وقد جمع حوله نحو ثلاثين ألفًا من الأتباع للثورة على الدولة.
جهاد سليمان القانوني
 تعدَّدت ميادين القتال التي تحرَّكت فيها الدولة العثمانية لبسط نفوذها في عهد سليمان؛ فشملت أوربا وآسيا وإفريقيا؛ فاستولى على بلجراد سنة (927هـ= 1521م)، وحاصر فيينا سنة (935هـ= 1529م)؛ لكنه لم يُفلح في فتحها، وأعاد الكَرَّة مرَّة أخرى، ولم يكن نصيبها أفضل من الأولى، وضمَّ إلى دولته أجزاءً من المجر بما فيها عاصمتها بودابست، وجعلها ولاية عثمانية.
وفي آسيا قام السلطان سليمان بثلاث حملات كبرى ضد الدولة الصفوية؛ ابتدأت من سنة (941هـ= 1534م)، وهي الحملة الأولى التي نجحت في ضمِّ العراق إلى سيطرة الدولة العثمانية، وفي الحملة الثانية سنة (955هـ= 1548م) أُضيف إلى أملاك الدولة تبريز، وقلعتا: وان وأريوان، وأمَّا الحملة الثالثة فقد كانت سنة (962هـ= 1555م) وأجبرت الشاه طهماسب على الصُّلح وأحقية العثمانيين في كلّ من أريوان وتبريز وشرق الأناضول.
كما واجه العثمانيون في عهده نفوذَ البرتغاليين في المحيط الهندي والخليج العربي، فاستولى أويس باشا والي اليمن على قلعة تعز سنة (953هـ= 1546م)، ودخلت في عهده عُمَان والأحساء وقطر ضمن نفوذ الخلافة العثمانية، وأدَّت هذه السياسية إلى الحدِّ من نفوذ البرتغاليين في مياه الشرق الأوسط.
وفي إفريقيا دخلت ليبيا، والقسم الأعظم من تونس، وإريتريا، وجيبوتي، والصومال ضمن نفوذ الخلافة العثمانية.
تطوير البحرية العثمانية
 كانت البحرية العثمانية قد نمت نموًّا كبيرًا منذ أيام السلطان بايزيد الثاني، وأصبحت مسئولة عن حماية مياه البحار التي تطل عليها الدولة، وفي عهد سليمان ازدادت قوَّة البحرية على نحو لم تشهده من قبل؛ وذلك بانضمام «خير الدين بربروس»، وكان يقود أسطولاً قويًّا يُهاجم به سواحل إسبانيا والسفن الصليبية في البحر المتوسط، وبعد انضمامه إلى الدولة منحه السلطان لقب «قبودان».
وقد قام خير الدين بفضل المساعدات التي كان يتلقَّاها من السلطان سليمان القانوني بضرب السواحل الإسبانية، وإنقاذ آلاف من المسلمين في إسبانيا؛ فقام في سنة (935هـ= 1529م) بسبع رحلات إلى السواحل الإسبانية لنقل سبعين ألف مسلم من قبضة الحكومة الإسبانية.
وقد أوكل السلطان إلى خير الدين بربروس قيادة الحملات البحرية في غرب البحر المتوسط، وحاولت إسبانيا أن تقضي على أسطوله؛ لكنها كانت تُخفق في كل مرَّة وتتكبَّد خسائر فادحة، ولعلَّ أقسى هزائمها كانت معركة بروزة سنة (945هـ= 1538م).
وقد انضمَّ أسطول خير الدين إلى الأسطول الفرنسي في حربه مع الهابسيورج، وساعد الفرنسيين في استعادة مدينة نيس (950هـ= 1543م)؛ وهذا ما أدَّى إلى تنازل فرنسا عن ميناء طولون الفرنسي برضاها للإدارة العثمانية، وتحوَّل الميناء الحربي لفرنسا إلى قاعدة حربية إسلامية للدولة العثمانية في غرب البحر الموسط.
الدولة العثمانية في عهد سليمان القانوني
 واتَّسع نطاق عمل الأسطول العثماني فشمل البحر الأحمر؛ حيث استولى العثمانيون على سواكن ومصوع، وأخرجوا البرتغاليين من مياه البحر الأحمر، واستولوا على سواحل الحبشة؛ وهو ما أدَّى إلى انتعاش حركة التجارة بين آسيا والغرب عن طريق البلاد الإسلامية.
التطور الحضاري
 كان السلطان سليمان القانوني شاعرًا له ذوق فني رفيع، وخطَّاطًا يُجيد الكتابة، ومُلمًّا بعدد من اللغات الشرقية من بينها العربية، وكان له بصر بالأحجار الكريمة، مغرمًا بالبناء والتشييد، فظهر أثر ذلك في دولته، فأنفق بسخاء على المنشآت الكبرى؛ فشيَّد المعاقل والحصون في رودس وبلجراد وبودا، وأنشأ المساجد والصهاريج والقناطر في شتَّى أنحاء الدولة، وبخاصة في دمشق ومكَّة وبغداد، بالإضافة إلى ما أنشأه في عاصمته من روائع العمارة.
ويُؤَكِّد الباحث جمال الدين فالح الكيلاني -باحث عراقي متخصص في الدراسات التاريخية- أن عصر السلطان سليمان القانوني يُعتبر العصر الذهبي للدولة العثمانية؛ حيث كانت الدولة الأقوى في العالم والمسيطرة على البحر الأبيض المتوسط.
وظهر في عصره أشهر المهندسين المعماريين في التاريخ الإسلامي؛ كالمهندس سنان باشا؛ الذي اشترك في الحملات العثمانية، واطَّلع على كثير من الطرز المعمارية؛ حتى استقام له أسلوب خاص، ويُعَدُّ مسجد سليمان القانوني أو جامع السليمانية في إسطنبول -الذي بناه للسلطان سليمان في سنة (964هـ= 1557م)- من أشهر الأعمال المعمارية في التاريخ الإسلامي.
وفي عهده وصل فنُّ المنمنمات (أي الرسوم) العثمانية إلى أوجه ازدهارها، وقد قدَّم «عارفي» وثائق الحوادث السياسية والاجتماعية التي جرت في عصر سليمان القانوني في منمنمات زاهية، ولمع في هذا العصر عدد من الخطَّاطين العظام؛ يأتي في مُقَدِّمتهم حسن أفندي جلبي القره حصاري؛ الذي كتب خطوط جامع السليمانية، وأستاذه أحمد بن قره حصاري، وله مصحف بخطِّه، وهو يُعَدُّ من روائع الخطِّ العربي والفنِّ الرفيع، وهو محفوظ بمتحف «طوبي قابي».
وظهر في عهد السلطان سليمان عدد من العلماء في مقدمتهم: أبو السعود أفندي؛ صاحب التفسير المعروف باسم: «إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم».
القانون والإدارة
 الذي اشتهر به السلطان سليمان القانوني واقترن باسمه هو وضعه للقوانين التي تُنَظِّم الحياة في دولته الكبيرة؛ هذه القوانين وضعها مع شيخ الإسلام أبو السعود أفندي، وراعى فيها الظروف الخاصة لأقطار دولته، وحرص على أن تَتَّفق مع الشريعة الإسلامية والقواعد العرفية، وقد ظلَّت هذه القوانين -التي عُرفت باسم «قانون نامه سلطان سليمان»؛ أي دستور السلطان سليمان- تُطَبَّق حتى مطلع القرن الثالث عشر الهجري الموافق التاسع عشر الميلادي.
ولم يُطلق الشعبُ على السلطان سليمان لقب القانوني لوضعه القوانين؛ وإنَّما لتطبيقه هذه القوانين بعدالة؛ ولهذا يعدُّ العثمانيون الألقاب التي أطلقها الأوربيون على سليمان في عصره -مثل: الكبير، والعظيم- قليلة الأهمية والأثر إذا ما قُورنت بلقب «القانوني»، الذي يُمَثِّل العدالة.
ولم يكن عهد سليمان القانوني العهد الذي بلغت فيه الدولة أقصى حدود لها من الاتساع، وإنما هو العهد الذي تمَّت فيه إدارة أعظم دولة بأرقى نظام إداري.
وفاة سليمان القانوني
 لم يترك السلطان سليمان القانوني الجهاد قط، وفي أواخر أيام السلطان سليمان أصابه مرض النِّقْرِس، فكان لا يستطيع ركوب الخيل؛ ولكنه كان يتحامل –رحمه الله- إظهارًا للقوَّة أمام أعدائه، وقد بلغ السلطان سليمان القانوني من العمر 74 عامًا، ومع ذلك عندما علم بأن ملك الهايسبرج أغار على ثغر من ثغور المسلمين؛ قام السلطان سليمان القانوني للجهاد من فوره، ومع أنه كان يتألَّم من شدَّة المرض، فإنَّه قاد الجيش بنفسه، وخرج على رأس جيش عرمرم في (9 من شوال 973هـ= 29 من أبريل 1566م)، ووصل إلى مدينة سيكتوار المجرية، وكانت من أعظم ما شيَّده المسيحيون من القلاع، وكانت مشحونة بالبارود والمدافع، وكان قبل خروجه للجهاد نصحه الطبيب الخاص بعدم الخروج لعلَّة النِّقْرِس التي به. فكان جواب السلطان سليمان الذي خلده له التاريخ: «أحب أن أموت غازيًا في سبيل الله».
سبحان الله! هذا السلطان كان قد بلغ من الكبر عتيًّا، وكان يملك تحت قبضته نصف الدنيا، وملوك الأرض طوع بنانه، وكان بإمكانه التمتُّع بحياة القصور، والتنقُّل بين الغرف والاستمتاع بالملذَّات، ومع ذلك أبى إلَّا أن يخرج غازيًا في سبيل الله.
وخرج بالفعل على رأس جيشه، وما كان يستطيع أن يمتطي جواده؛ لازدياد علَّة النِّقْرِس عليه، فكان يُحْمَل في عربة؛ حتى وصل إلى أسوار مدينة سيكتوار، وابتدأ في حصارها، وفي أقلَّ من أسبوعين احتلَّ معاقلها الأمامية، وبدأ القتال واشتدَّ النزال، وكان أصعب قتال واجهه المسلمون؛ لمتانة الأسوار، وضراوة المسيحيين في الدفاع عن حصنهم.
واستمرَّ القتال والحصار قرابة 5 شهور كاملة، وما ازداد أمر الفتح إلَّا صعوبة، وازداد همُّ المسلمين لصعوبة الفتح، وهنا اشتدَّ مرض السلطان، وشعر بدنوِّ الأجل، فأخذ يتضرَّع إلى الله تعالى، وكان من جملة ما قاله: «يا رب العالمين؛ افتح على عبادك المسلمين، وانصرهم، وأضرم النار على الكفار».
فاستجاب الله دعاء السلطان سليمان، فأصاب أحدُ مدافع المسلمين خزانة البارود في الحصن، فكان انفجارًا مهولًا، فأخذت جانبًا كبيرًا من القلعة فرفعته إلى عنان السماء، وهجم المسلمون على القلعة، وفُتحت القلعة، ورُفعت الراية السليمانية على أعلى مكان من القلعة.
وعند وصول خبر الفتح للسلطان فرِح، وحمد الله على هذه النعمة العظيمة، وقال: «الآن طاب الموت، فهنيئًا لهذا السعيد بهذه السعادة الأبدية، وطوبى لهذه النفس الراضية المرضية، من الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه». وتخرج روحه إلى بارئها، إلى جنة الخلد -إن شاء الله- في (20 من صفر 974هـ= 5 من سبتمبر 1566م).
وأخفى الوزير محمد باشا نبأ وفاة السلطان؛ حتى أرسل لولي عهده السلطان سليم الثاني، فجاء وتَسَلَّم مقاليد السلطنة في سيكتوار، ثم دخل إسطنبول ومعه جثمان أبيه الشهيد، وكان يومًا مشهودًا لم يُرى مثله، إلَّا في وفاة السلطان محمد الفاتح، وعلم المسلمون خبر وفاة السلطان سليمان القانوني، فحزنوا أشدَّ الحزن؛ أمَّا على الجانب الأوربي؛ فما فرح المسيحيون بموت أحدٍ بعد بايزيد الأول ومحمد الفاتح كفرحهم بموت السلطان سليمان المجاهد الغازي في سبيل الله، وجعلوا يوم وفاته عيدًا من أعيادهم، ودَقَّت أجراس الكنائس فرحًا بموت مُجَدِّد جهاد الأُمَّة في القرن العاشر –رحمه الله.

 وأردوغان، الذي أعلن مراراً عن نيته الترشح للرئاسة التركية بعد عامين، متزوج من تركية تكبره بعام، وهي من مدينة سييرت وأصلها عربي واسمها أمينة غولباران، التي لا تظهر إلا مرتدية الحجاب. وكان أردوغان تعرف إليها في 1978 خلال اجتماع حزبي "فإذا بها تراه يخطب وشبيها برجل كانت تراه في المنام أحياناً، فانجذبت إليه" وبعد 6 أشهر من العام نفسه كان الزواج، وبعده أدى الاثنان مناسك الحج معاً.
ذكر مصطفى عاشور في مقاله عن السلطان عبد الحميد
 أن السلطان عبد الحميد الثاني – رحمه الله - كان يرى ضرورة العمل على توحيد القوى الإسلامية لمجابهة الروح الاستعمارية الطامعة في الدولة العثمانية؛ لذلك سعى إلى طرح شعار الجامعة الإسلامية، وجعلها سياسة عليا لدولة الخلافة، فعمل على تدعيم أواصر الأخوة بين مسلمي الصين والهند وإفريقيا، ورأى في ذلك الشعار وسيلة لتوحيد الصفوف حوله وحول دولته في الداخل والخارج؛ فاستعان بمختلف الرجال والدعاة والوسائل لتحقيق غرضه، فأقام الكليات والمدارس، وربط أجزاء الدولة بـ30 ألف كيلومتر من البرق والهاتف، وبنى غواصة وقامت تجارب الغواصة من ماله الخاص وفي ذلك الوقت لم تكن انجلترا تملك سفينة تسير تحت الماء ، وعني بتسليح الجيش.
كان السلطان عبد الحميدالثاني ، يأمر بإيقاظه -فوراً- في اي وقت كان من الليل إذا حدث أمر عاجل، ولا يرضى بتأجيله إلى اليوم التاني. يقول أسعد بك باشكاتب المابين في هذا الصدد: "طرقت باب السلطان، منتصف احدى الليالي، من أجل التوقيع على ورقة في غاية الأهمية. إلا إنه لم يفتح. فأعدت طرق الباب بعد ان انتظرت فترة، فلم يفتح ايضاً. اندهشت متسائلاًً: ترى أوقع أمر الله بالسلطان؟ وبعد قليل طرقت الباب مرة أخرى ففتح. وكان السلطان يجفف وجهه بمنشفة في يده، وقال مبتسماً: يابني لقد أدركت انك جئت في أمر مهم جداًً في ذلك الوقت، فتوضأت ولذلك تأخرت. لا تؤاخذني. فأنا على هذا منذ زمن، لم أوقع على ورقة قط من أوراق الأمة دون وضوء. هات ما عندك لأوقع عليه." فسمى الله تعالى، ثم وقع عليها.

شهادة للتاريخ
 رجـب التـوم ،،، أكبـر مُعمِّـر فلسطينـي حتـى الآن ،،،
 شهـد 5 حقـب تاريخيـه خـلال ال 125 عامـاً مـن عمـره ، وُلـد عـام 1889م خـلال فتـرة خلافـة السلطـان عبـد الحميـد الثانـي ، وشهـد سقـوط الخلافـه ومرحلـة الإستعمـار البريطانـي ، ثم النكبـه والإدارة المصريـه لقطـاع غـزه ثـم الاحتـلال الاسرائيلـي وأخيـراً حكـم حمـاس للقطـاع
 لـه 9 أبنـاء ، 5 إنـاث و4 ذكـور ، ومـن الأحفـاد 370 حفيـد ،، مـا شـاء الله !!!
كُـل مـا يتمنَّـاه هـذا الحـاج رجـب هـو عـودة الحكـم العُثمانـي الـى فلسطيـن وعبَّـر عـن ذلـك بقولـه :
 " إنَّ الأتـراك كانـوا مثـل الذهـب ، وأمنيتـي الوحيـده قبـل أن أمـوت هـيَ رؤيـة جنـود الدولـه العُثمانيـه يعـودونَ الـى فلسطيـن ، ليحكمـوهـا ويُعيـدوا إليهـا الإستقـرار والسـلام "
لقد عملت ثلاثةً وثلاثين عاماً من أجل ملتي ودولتي ومن أجل سلامة بلدي،
 وبذلت ما بوسعي في سبيل خدمتها.
الله هو حاكمي، ورسول الله هو من سيقوم بمحاكمتي.
أقوم بتسليم هذا البلد كالذي وجدته عليه، لم أتنازل لأحدٍ أبداً عن شبرٍ من أرضه.
وأترك خدمتي لتقدير الحق سبحانه وتعالى.
فما الفائدة، لقد أراد أعدائي أن يغطوا جميع خدماتي بلحافٍ أسودٍ، وقد وفقوا في ذلك.
الخليفة عبد الحميد الثاني
 رحمه الله تعالى
في يوم 3 مارس 1924م صوَّت البرلمان التركي على إلغاء نظام الخلافة،
 بعد أنْ كان مصطفى كمال قد أعلن قيامَ الجمهورية التركية،
 وبذلك طُوِيَت صفحة بدأت مسيرتها منذ وصل الرسول إلى المدينة المنورة، وأقام أوَّل دولة إسلامية؛
 لتستمرَّ بعد وفاته حاملة اسم الخلافة؛
 لتكون رمز وحدة الأمة الإسلامية، وراعية شئونها الدينية والدُّنيوية،
 فلم يكن للمسلمين جنسية إلاَّ هي، ولا عرفوا دُولاً قوميَّة، ولا انضَوَوا تحت رايات جاهلية،
 حتى احتلَّ الغربيون معظم البلاد الإسلامية، وعملوا على إزالة هذا الرَّمز الذي يمثِّل قوة المسلمين، حتَّى في حالات الضَّعف التي آل إليها أمرهم في القرون المتأخِّرة.
وبعد أن ألغى الخلافة،
 وضيَّق على المسلمين في عباداتهم وشعائرهم،
 وقطع صِلَةَ تركيا بماضيها الإسلامي،
 وحوَّلها إلى دُويلة فقيرة ضعيفة تخطب وُدَّ الغرب، وتعتمد على اليهود،
 وبعد أن وضع البلاد تحت سيطرة العسكر،
 وجعل من العلمانيَّة دينًا بديلاً عن الإسلام،
 وعيَّن مؤيديه في جميع مفاصل الدَّولة،
 وظنَّ أنَّه قد قضى على الإسلام نهائيًّا.
مات مصطفى كمال يوم 10/11/1938م بمرض أصاب كبده؛ بسبب إسرافه في تناول الخمر،
 مات مَن سَمَّاه أتباعه -وليس الشعب التركي، كما يوهم بذلك بعض المؤرخين والكتاب- أتاترك أو أتاتورك؛ أي: أبو الأتراك،
 وقد أحيا القومية الطورانية، وغالى فيها أشدَّ المغالاة؛ لتحلَّ محلَّ الانتماء العقدي للإسلام.
هكذا سقطت الخلافة بعد أن عمَّرت 1292 سنةً، فانفرط عقدُ الأمَّة، وتهدَّدها الضياع،
 لكن الأمل في عودة الخلافة لم يبرح المسلمين فانشالله سوف تعود كما كانت ويستضل بها كل المسلمين.
في عام 1055هجري اعتدى فرسان جزيرة مالطا المدعومة من البنادقة على سفينة عثمانية هبطت على كانت متجهة الى فلسطين في رحلة الحج فعندما وصل الخبر الى السلطان ابراهيم الاول ( الخليقة العثماني الشاب الجديد اللدولة) استشاط غضبا وبدأ بتجهيز الجيوش للهجوم على مملكة البندقية في حملة بدأت في جزيرة كريت
 واستمرت حرب الدولة العثمانية في جزيرة كريت 16 عاما دفعت خلالها عشرات الآلاف من خيرة مجاهديها ثأرا لدماء المسلمين الذين تم الاعتداء عليهم في تلك السفينة حتى من الله على المسلمين وتم فتح جزيرة كريت ....
1435هجرية :
افغانستان ...الشيشان....فلسطين...بورما ....العراق...سوريا....افريقيا الوسطى ...كشمير ....اوزباكستان....وغيرها الكثير ............
والامة الاسلامية شعارها واحد
 لا ارى ... لا اسمع ... لا اتكلم
 واكثر شيء تسمعه من زعمائهم هو ((( تستنكر ...)))) _ (((لن نقف مكتوفي الايدي )))
رحم الله خلفاء بني عثمان الذين حمو الامة الاسلامية 625 عاما بافضل ما استطاعوا
 اللهم اعزنا وابدلنا بخير منها
لما زار #الخليفة-عبدالعزيز (عم الخليفة عبد الحميد الثثاني) فرنسا عام 1867م كان ممن رافقه الصدر الاعظم #فؤاد_باشا.
وخلال اللقاء الذي جمع فؤاد باشا بالامبراطور الفرنسي نابليون الثالث
 سأل الامبراطور الفرنسي فؤاد باشا بطريقه المزاح وهو يخفي طمعه الحقيقي:
 " يا باشا لو أردتم بيع جزيرة كريت فكم تريدون ثمنا لها ".
وهنا تظهر الدبلوماسيه وسرعه البديهه عند فؤاد باشا فقال بشكل سريع وبنفس أسلوب المزاح:
 " يا جلاله الامبراطور , نحن لا نريد الربح , فقط نريد نفس الثمن الذي دفعناه "
هنا سكت الامبراطور الفرنسي بهذا الجواب القوي ,
لأنه يعرف أن #الدولة_العثمانية دفعت ثمنا للجزيره الالاف من أرواح الشهداء وحروب كثيرة لضم هذه الجزيره للخلافة العثمانية.
مع قرب ذكرى خسارة الأمة الإسلامية لفلسطين 15 أيار 1948 ...
لنتذكر موقف خليفة المسلمين عبد الحميد الثاني رحمه الله تعالى ...
لنتذكر هذا الرجل ونحن نعيش أياما عزَّ بها الرجال ...
لقد صدق رحمه الله تعالى حين قال:
 (وإذا مزّقت دولة الخلافة يوماًفإنّهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن) ...
وهذا ما حصل لقد أخذوها بلا ثمن بعد سقوط دولة الخلافة ...
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به ...

لما فتح السلطان العثماني مراد الثاني مدينة سلانيك عام 1431م وهزم البندقيين شر هزيمة ودخل المدينة منتصرا، أعلم الحاجب السلطان أن وفدا من مدينة "يانيا" قد حضر، وهم يرجون المثول بين يديه لأمر مهم.. تعجب السلطان من هذا الخبر؛ إذ لم تكن له أي علاقة بهذه المدينة التي كانت آنذاك تحت حكم إيطاليا.
كانت مدينة "يانيا" تحت حكم عائلة "توكو" الإيطالية، وعندما مات "كارلو توكو الأول" عام 1430م، ولي الحكم بعده ابن أخيه "كارلو توكو الثاني"، ولكن أبناء "توكو الأول" غير الشرعيين ثاروا وطالبوا بالحكم، فبدأ عهد من الاضطراب والفوضى والقتال عانى منه الشعب الأمرّين، وعندما سمعوا بأن السلطان "مراد الثاني" بالقرب منهم في مدينة "سلانيك"، قرروا إرسال وفد عنهم.
أمر السلطان مراد رئيس حجابه بالسماح للوفد بالدخول عليه، ثم قال لرئيس الوفد بواسطة الترجمان: أهلاً بكم، ماذا أتى بكم إلى هنا؟ وماذا تبغون؟
 قال رئيس الوفد: أيها السلطان العظيم، جئنا نلتمس منكم العون، فلا تخيب رجاءنا.
- وكيف أستطيع معاونتكم؟
- يا مولاي، إن أمراءنا يظلموننا، ويستخدموننا كالعبيد، ويغتصبون أموالنا ثم يسوقوننا للحرب.
- وماذا أستطيع أن أفعل لكم؟ إن هذه مشكلة بينكم وبين أمرائكم.
- نحن أيها السلطان لسنا بمسلمين، بل نحن نصارى، ولكننا سمعنا كثيرًا عن عدالة المسلمين، وأنهم لا يظلمون الرعية، ولا يكرهون أحدًا على اعتناق دينهم، وإن لكل ذي حق حقه لديهم.. لقد سمعنا هذا من السياح، ومن التجار الذين زاروا مملكتكم؛ لذا فإننا نرجو أن تشملنا برعايتكم وبعطفكم، وأن تحكموا بلدنا لتخلصونا من حكامنا الظالمين.
ثم قدموا له مفتاح المدينة الذهبي.. واستجاب السلطان لرجاء أهل مدينة "يانيا"، وأرسل أحد قواده على رأس جيش إلى هذه المدينة، وتم فتحها فعلاً في السنة نفسها، أي في سنة 1431م.
من مذكرات السلطان عبد الحميد رحمه الله :
عندما ظهر اقتراح انجلترا اعلان الشريف حسين امير مكة خليفة على المسلمين يعترف السلطان عبد الحميد بأن ( لم تكن لدي القوة لمحاربة الدول الاوروبية ...لكن الدول الاوروبية كانت ترتعد من سلاح الخلافة وخوفهم من الخلافة جعلهم يتفقون على انهاء الدولة العثمانية )
و
( ان الدولة العثمانية تضم اجناسا متعددة من اتراك وعرب وصرب والبان وبلغار ويونانيين وزنوج وعناصر اخرى ورغم هذا فوحدة الاسلام تجعلنا كافراد الاسرة الواحدة )
يقول "گلادستون" رئيس وزراء بريطانيا -الشهير- خلال عهد #السلطان_عبد_الحميد، مخاطبًا زملائه أعضاء مجلس الوزراء ورافعًا القرآن الكريم بيده:
 "مادام هذا الكتاب بين أيدي المسلمين يتدارسونه ويقبلون على العناية به فلن تقوم لنا قائمة، فلا بد من العمل على إنتزاع هذا الكتاب من عقولهم وقلوبهم"

يا خير جيش  يا خير عسكر
أنت الغضنفر  في البحر فاظفر
في اليد درع  في اليد خنجر
سر نحو الأعادي  يا خير عسكر
لو كان كل شيء  في البحر ينصّر
فنحن ننادي  الله أكبر
الله أكبر  الله أكبر
وليكن جيشاً  دوماً مظفر

أى شانلى أوردو  أى شانلى عسكر
هيـدى غضنفر  عمانى صفدر
بر الده قلقان بر  الده خنجر
سر حـده دوغرو  أى شانلى عسكر
درياده أولسه  هـر شى مظفر
ديللرده تكبير  الله أكبر
الله أكبر  الله أكبر
اردومز السون  دائم مظفر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق