الخميس، 19 يوليو 2012

ضَـوءْ


مدخل ]|~
التحف بي لِحاف الهم
مثل السكين من الطعنة لاتلطخت بالدم !
والبنيان كله على بعضه انهدم
والجرح من الملح ماسلم !


ضَوءْ

عندما يكون الهم
كالوحش الهائج الجائع
يلتهم كل شيء يراه
فترى طفلاً لم يكترث به
ويلعب مع إنه أدرى الناس
بوجوده خلفه ترى
هُناك ضوءاً



ضَوءْ

عندما تُجرح جرحاً غزيراً
لاتُلئمه الأيام
وخُصوصاً من أعز
الناس إليـك
ترى هُناك شخصاً قادم
من بعيـد
يُلوح لكـ ويقول لاتخف
فاعلم هو من سيبرئ جُرحك
فاعلم إن هُناك ضَوءاً


ضَوءْ

عندما ترى نفسك في
ظلام دامس ترى
يديك حتى تتأكد من شدة
الظـلام
فاعلم إن هُناك شيء
مُتناقض بحياتك
والأحرى إنه
في دينك
فنور قلبك بالتوبة
والإيمـان
فاعلم إن
هنـاك ضَوءاً
 

ضَوءْ

عندما ترى الزمن
يستهزئ ويسخر منك
ويقول أنك شخصٌ تافه
لاتهتم له إن الرسول
أعظم مِنك فقد حاولوا قتله
وشتموه حتى من جاره لم يسلم
فحقق طموحك واعلم إن
هُناك ضوءاً

  

ضَوءْ

عندما تُغلق الأبواب من كُل جانب
فلا يكون لديك مكانَ
فافتح بنفسك باب
فيُفتح لك ألف باب
وأفضل باب هو
العـلـم
وقبل كل شيء
اعلم إن هُناك ضوءاً

 

ضَوءْ

عندما يذهب تعبك سُدا
كمرور الرياح
فلا تُطبع على وجهك أدنى إهتمام
فهُناك دائماً من هو مُعجب بك !
بإستمرارك على ماتُريد
فهُناك ضوءاً

 

ضَوءْ

عندما تشعر بإبداع داخِلك
ولاتعرف كيف تستخرجه
فاعلم إن لكل مُبدع بداية
مثلـك
فلا تيأس
واستمر بإبداعك
فسترى نفسك من يتمنى
أن يكون مثلك !
فهُناك دائماً ضوء

 

ضوءْ

عندما تتذكر الماضي
بذكرياته الشجية والمُؤلِمة
ويُعكر عليك صفو الحَاضر
فلا تذكره لأنك لن تستطيع
تغييره ولكن الحاضر !
ففكر فيه و ابني مُستقبلك
وتعلم من تجاربك السابِقة
فهناك دائماً ضوءَ

 

ضَوءْ

عندما يُعصر قلبك
من الهُموم والحُب وغير ذلك
فلا تجد شخص تثق فيه
فاذهب إلى الله
لأن الشكوى لغيره مذلة !
فاقرأ لك قُرآن واذكره
يطيب لسانك به
فهُناك دائماً ضوء



~|[مخرجتوقد شمعة وتُطفئ شمعة
لكن يبقى هُناك ضوءاً مابقي الزمان والمكان

مالك ابن دينار‎


: يقول مالك ابن دينار
Π
Π

بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق .. آكل الربا .. أضرب

Π
Π

الناس .......... افعل المظالم .. لا توجد معصية إلا وارتكبتها .. شديد الفجور ..

Π
Π

يتحاشاني الناس من معصيتي

Π
Π

يقول:

Π
Π

في يوم من الأيام .. اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفله .. فتزوجت وأنجبت طفله

Π
Π

سميتها فاطمة .. أحببتها حباً شديدا .. وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي

Π
Π

وقلت المعصية في قلبي .. ولربما رأتني فاطمة أمسك

Π
Π

كأسا من الخمر ... فاقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين .. وكأن الله يجعلها

Π
Π

تفعل ذلك .... وكلما كبرت فاطمة كلما زاد الإيمان في قلبي .. وكلما اقتربت من

Π
Π

الله خطوه .... وكلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي..

Π
Π

حتى اكتمل سن فاطمة 3 سنوات

Π
Π
Π

فلما أكملت .... الــ 3 سنوات ماتت فاطمة

Π

يقول:

Π
Π

فانقلبت أسوأ مما كنت .. ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على

Π
Π

البلاء .. فعدت أسوا مما كنت .. وتلاعب بي الشيطان .. حتى جاء يوما

Π
Π

فقال لي شيطاني:

Π
Π

لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!!

Π
Π

فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب

Π
Π

فرأيتني تتقاذفني الأحلام .. حتى رأيت تلك الرؤيا

Π
Π

رأيتني يوم القيامة وقد أظلمت الشمس .. وتحولت البحار إلى نار.. وزلزلت الأرض ...

Π
Π

واجتمع الناس إلى يوم القيامه ... والناس أفواج .. وأفواج .. وأنا بين الناس

Π
Π

وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان .. هلم للعرض على الجبار

Π

يقول:

Π
Π

فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف

Π

حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار

Π

يقول:

Π
Π

فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤية) وكأن لا أحد في أرض المحشر .. ثم رأيت

Π
Π

ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت أنا من شده الخوف

Π
Π

فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً .....

Π
Π

فقلت:

Π
Π

آه: أنقذني من هذا الثعبان

Π
Π

فقال لي .. يابني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحية لعلك تنجو...

Π
Π

فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي .. فقلت: أأهرب من

Π
Π

الثعبان لأسقط في النار

Π
Π

فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب

Π
Π

فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي ..

Π
Π

وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو

Π
Π

فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال

Π
Π

كلهم يصرخون: يا فاطمه أدركي أباك أدركي أباك

Π
Π
Π

يقول::

Π
Π

فعلمت أنها ابنتي .. ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات

Π
Π

تنجدني من ذلك الموقف

Π
Π

فأخذتني بيدها اليمنى ........ ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شده

Π
Π

الخوف

Π
Π

ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا

Π
Π

وقالت لي يا أبت

Π
Π

ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

Π
Π

يقول:

Π
Π

يا بنيتي .... أخبريني عن هذا الثعبان!!

Π
Π

قالت هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن

Π
Π

الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامه..؟

Π
Π

يقول:وذلك الرجل الضعيف: قالت ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى

Π
Π

لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً

Π
Π

ولولا انك أنجبتني ولولا أني مت صغيره ما كان هناك شئ ينفعك

Π
Π

يقول:

Π
Π

فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يارب.. قد آن يارب, نعم

Π
Π

ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

Π
Π

يقول:

Π
Π

واغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التو به والعودة إلى الله

Π
Π

يقول:

Π
Π

دخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية

Π
Π

ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

Π
Π

ذلك هو مالك بن دينار من أئمة التابعين

Π
Π

هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل ........ ويقول

Π
Π

إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنة من ساكن النار، فأي الرجلين أنا

Π
Π

اللهم اجعلني من سكان الجنة ولا تجعلني من سكان النار

Π
Π

وتاب مالك بن دينار واشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد ينادي ويقول:

Π
Π

أيها العبد العاصي عد إلى مولاك .. أيها العبد الغافل عد إلى مولاك ..

Π
Π

أيها العبد الهارب عد إلى مولاك .. مولاك يناديك بالليل والنهار يقول لك

Π
Π

من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً،

Π
Π

ومن أتاني يمشي أتيته هرولة

Π
Π

أسألك تبارك وتعالى أن ترزقنا

التو به

Π
Π

لا إله إلا أنت سبحانك .. إني كنت من الظالمين

Π
Π

أرسلها إلى كل من تعرف ... فربما تكون سبب في هداية وتوبة غيرك..

Π
Π

وتخيل عظم الأجر الذي ستحصل عليه

Π
Π
*لأن يهدي الله بك رجلا واحداً خير لك من حمر النعم










نعم، انا أحب الله

هو مصدر وجودي ومنقذي



وهو الذي يبقينا أحياء كل يوم ومن دونه سنصبح لا شيء






ملحوظة

شيء مضحك أنه من الممكن أن ترسل الآلاف من النكت عن طريق الإيميل وتنتشر مثل النار في الهشيم وإذا أرسلت إيميل إسلامي الناس يفكرون مرتين قبل أن يعيدوا نشرها


من المضحك أن نخاف من رأي الناس فينا أكثر من رأي الله فينا

دقائق مؤثرة,,,وكلماتْ..

هذه بعض الكلمات التي أعجبتني وفيها بعض الهمسات في الآذان ، أترككم معها ، ثم سأترككم مع بعض كلماتي التي اتمنى أن نشعر بها ، دعونا الآن نقرأ معا
وأتمنى ان تقرأوا معي ، ولو لخمس دقائق :

الدقيقة الأولى * مأساة *

أن تصبح كما الأعمى الذي يتكئ على كتف شخص غريب .. لا يعلم كيف سيكون نهاية الطريق الذي سيوصله إليه !



الدقيقة الثانية * غباء *عندما تصبح بطيبتك مكاناً يٌلقي عليه المستغلون جبروتهم وأخطائهم .. لعلم منهم بأنك (طيب) .. ف ستسكت ولن تواجه !


الدقيقة الثالثة *سُخط *
عندما ترى إنسان ظاهره ملتزم .. وداخله إنسان مغتاب ومنافق .. لم ينسى أن البشر لن يروه ولكنه نسي أن فوقه من يراه !
الدقيقة الرابعة *غرابة *
عندما يكون كل الناس معك .. خوفاً منك ومن لسانك .. وليس احتراماَ لك !


الدقيقة الخامسة *خيانة*
عندما تكتم أخطاء غيرك خوفاً عليهم ووفاء منك لهم .. وتصطدم بأن أخطاءهم نُشرت بين الناس على أنها أخطاءك أنت .. وهم .. طاهرون من الخطأ !

الدقيقة السادسة *فلسفة *
عندما تتحدث وتتحدث .. ولا تعرف كيف يكون الاصغاء للغير !!

الدقيقة السابعة *قناع ؟!*
عندما ترى فلان يهلل بقدوم شخص .. ولكنّه قبل دقائق كان يأكل لحمه رغم ريحه الطيب !!


الدقيقة الثامنة *أين ؟!*
عندما ينقلب رأسا ًعلى عقب من كان يجمعك به كل محبة .. فتسأل نفسك : أين تلك العشرة ؟ ولا تسمع غير صدى صوتك هو الذي يجيب على تسألك !!
الدقيقة التاسعة *سُخط*
عندما تضع الطيبة والاحترام لهم وهم يضعونك في قائمة الانتظار .. متى ما كساهم الملل أتوا ليبحثوا عنك !

الدقيقة العاشرة * مزاجية*
عندما نأخذ أحكام ديننا متى ما تماشتْ مع أهوائنا .. ونتناساها .. متى ما عارضت دواخلنا !
الدقيقة الحادية عشر *استحقار*

عندما نعبس وتملئ أعيننا نظرات غريبة عند رؤية وجه فلان .. وعندما نُسأل .. مالذي بينك وبينه ؟؟ نرد .. ((أبد بس مو من مستوانا)) !



الدقيقة الثانية عشر * لا تعليق*
عندما تراهم وتسمع أصواتهم فقط ب .. عظم الله أجرك


نهاية تلك الكلمات

بعد ان قرأنا تلك الكلمات معا ، دعونا نراجع بعض الحسابات التي تجري في حياتنا : كلنا يعلم اننا بشر ، ولكن البشر إذا أخطأوا فعليهم أن يراجعوا أخطاءهم

ويجعلوها صواب وإلا كانوا كالحيوانات المفترسة تفترس قصعتها ولا تلقي لها بال . كلنا يحب أن يري من نفسه انسانا ناجحا ، ولكن النجاح لا يأتي بقلوب بائسة ،

ولا عقول جامدة ، ولا مشاعر هابطة ، النجاح يأتي بالعمل بالكد ، بالتخطيط ، بالمثابرة في أي عمل تقوم به في حياتك . عندما نسمع بعض الكلمات من هنا أو من

هناك ، نحسب أن الدنيا بائسة ، ولكننا لا ندري أن الدنيا مليئة بالخيرات التي تبحث عن من يجدها بقلبه قبل يديه ، وبعقله قبل حواسه . دعونا نغير من حياتنا ،

ونرسم لوحة جديدة لطريقنا في هذه الحياة ، لوحة جميلة ، مرسومة بألوان الحياة المختلفة ، ومرصعة بجواهر الاعمال الطيبة ، تفوح منها نسمات المشاعر الدفاقة

والاحساس الصادق دائما .

الغفله داء فتاك‎

الغفلة...داء فتاك
إن الله تعالى خلق الخلق لعبادته، وسخر لهم ما في السماوات وما في الأرض، ورغَّبهم في الجنة، ورهَّبهم من النار، وذكرهم بما هم مقبلون عليه بعد الموت من أهوال وكربات عظام، لكن الكثير من الناس ينسى هذه الحقائق ويغفل عنها: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأنبياء:1- 2].
حتى إن المرء لو نظر لأحوال هؤلاء لوجد جرأة عجيبة على الله، وسَيْرًا في طريق المعاصي والشهوات، وتهاونًا بالفرائض والواجبات، فيتساءل: هل يُصدِّق هؤلاء بالجنة والنار؟ أم تراهم وعدوا بالنجاة من النار وكأنها خلقت لغيرهم؟ يقول الله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون:115].
إن حال هؤلاء يصدق فيه قول القائل:
نهارك يا مغرور سهو وغفلةٌ *** وليلك نومٌ والردى لك لازمٌ
وشغلك فيما سوف تكره غبه *** كذلك في الدنيا تعيش البهائم
إن من أعظم أسباب الغفلة الجهل بالله عز وجل وأسمائه وصفاته. والحق أن كثيرًا من الناس لم يعرفوا ربهم حق المعرفة، ولو عرفوه حق المعرفة ما غفلوا عن ذكره، وما غفلوا عن أوامره ونواهيه؛ لأن المعرفة الحقيقية تورث القلب تعظيم الرب ومحبته وخوفه ورجاءه، فيستحي العارف أن يراه ربه على معصية، أو أن يراه غافلاً. فأُنس الجاهلين بالمعاصي والشهوات، وأُنس العارفين بالذكر والطاعات.
ومن أعظم أسباب الغفلة الإغترار بالدنيا والانغماس في شهواتها. قال الله عز وجل: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر:3].
إن حال هؤلاء ليُنبئ عن سُكْر بحب الدنيا وكأنهم مخلدون فيها، وكأنهم لن يخرجوا منها بغير شيء من متاعها مع أن القرآن يهتف بنا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [فاطر:5]. إن سكران الدنيا لا يفيق منها إلا في عسكر الموتى نادما مع الغافلين.
ومن أسباب الغفلة أيضًا صحبة السوء، فقد قيل: الصاحب ساحب، والطبع يسرق من الطبع، فمن جالس أهل الغفلة والجرأة على المعاصي سرى إلى نفسه هذا الداء: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً} [الفرقان:27-29].
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المرء على دين خليله ....) الحديث.
ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله: إن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين، فليتخير العبد أعجبهما إليه وأَولاهما به، فهو مع أهله في الدنيا والآخرة.
إن الغفلة حجاب عظيم على القلب يجعل بين الغافل وبين ربه وحشة عظيمة لا تزول إلاَّ بذكر الله تعالى.
وإذا كان أهل الجنة يتأسفون على كل ساعة مرت بهم في الدنيا لم يذكروا الله فيها، فما بالنا بالغافل اللاهي؟!!
قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون:99، 100].
إنهم عند نزول الموت بساحتهم يتمنون أن يؤخروا لحظات قلائل، والله ما تمنوا عندها البقاء حبًّا في الدنيا ولا رغبة في التمتع بها، ولكن ليتوبوا ويستدركوا ما فات، لكن هيهات {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [سبأ:54].
لقد خُلقنا في هذه الدار لطاعة الله وليست الدنيا بدار قرار:
أما والله لو علم الأنــــام *** لم خلقوا لما غفلوا وناموا
لقد خلقوا لما لو أبصرته *** عيون قلوبهم تاهوا وهاموا
مماتٌ ثم قبرٌ ثم حشــــرٌ *** وتوبيخ وأهوالٌ عظامُ
هيا بنا نُقْبِلُ على طاعة الله مكثرين من ذكره، مستفيدين من الأوقات فيما يقربنا من جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر:
إن لله عبادًا فُطَنًـــــــــا *** طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا *** أنها ليست لحيٍّ وطنًا
جعلوها لُجَّةً واتخــذوا *** صالح الأعمال فيها سُفُنا

قسوه القلب‎

أصحاب القلوب القاسية هم أبعد الخلق عن الله عز وجل ،
وأن هذه القسوة التي تصيب القلوب هي في حقيقتها عقوبة من الله تعالى لبعض عباده جزاء ما اقترفوه ،
كما قال مالك بن دينار رحمه الله: ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب ، وما غضب الله على قوم إلا نزع الرحمة من قلوبهم.
وإذا كانت قسوة القلب من علامات شقاء العبد فإن لهذه القسوة التي يصاب بها العبد أسبابا نذكر شيئا منها فيما يلي:
أولا الركون إلى الدنيا والاغترار بها:
فمهما عظم قدر الدنيا في قلب العبد وطغى حبها في قلبه على حب الآخرة قسا القلب ؛ فتراه يضحي بكل شيء من أجل الدنيا ، فيضحي بصلاته ، بأرحامه ، بأصدقائه وخلانه ، بل يضحي بمبادئه وأخلاقه ، مع أن الله عز وجل ينادي:
( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور).
إن الدنيا شعب كثيرة تتشعب بالعباد ، فهناك النساء والولدان والأموال والتجارات والمناصب والوجاهات و.....شعب كثيرة وكلما حصل العبد المغرور بالدنيا شعبة منها طمع في غيرها وسعى لها فيبتعد عن الله عز وجل بقدر ميله إلى هذه الشعب وانشغاله بها إلى أن يسقط من عين الله فلا يبالي ربنا بهذا العبد في أي أودية الدنيا هلك.
إن المتعلق بالدنيا المشغول القلب بها هو في الحقيقة سكران بحب الدنيا أعظم من سكر أصحاب الخمور إذ لا يفيق سكران الدنيا إلا في عسكر الموتى نادما مع الغافلين.
فيا أيها المشغول بالدنيا إذا أردت أن توغل فيها فأوغل فيها برفق واعلم أنك لن تأخذ منها إلا ما قدره الله عز وجل لك ، وأنه لن يفوتك منها درهم قد كتبه الله لك ،
قَالَ تَعَالَى " هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْض ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبهَا"
قَالَ اِبْن عَبَّاس : مَنَاكِبهَا أَطْرَافهَا
اي لاتتوغلوا فيها
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن روح القدس قد نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب".
ثانيا: الصحبة الفاسدة:
مما لا شك فيه أن للصحبة تأثيرها ؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " المرء على دين خليله ".
وقد اتفق العقلاء على أن الصاحب ساحب ، فكم من صاحب جر صاحبه إلى السرقة ، وكم من صاحب جر صاحبه إلى الزنا وإلى القتل وإلى ترك الصلاة وغيرها من المنكرات والموبقات ، ومثل هذه الصحبة ستنقلب على أصحابها يوم القيامة خزيا وندامة وعداوة: ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ).
وقد قال نبي الله إبراهيم عليه السلام لقومه: ( إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين).
فانظر كيف أن الصحبة الفاسدة كانت سببا في قبول بعضهم الشرك وعبادة الأوثان ولو كانوا غير مقتنعين باستحقاقها العبادة من دون الله تعالى ، لكنها الرغبة في موافقة الأصحاب. والعجيب أن هؤلاء الأصحاب سيتبرأ بعضهم من بعض وسيلعن بعضهم بعضا وسيتمنى كل منهم أن ينال صاحبه النصيب الأكبر من العذاب.
فإذا كان أصحاب السوء سيتبرأون من أصحابهم يوم القيامة فحري بالعاقل أن يتبرأ منهم اليوم قبل أن يتبرأوا هم منه غدا.
ثالثا: الإقبال على الذنوب من غير توبة:
ليس مطلوبا من العبد أن يكون معصوما إذ ليس بمقدوره ذلك فالخطأ والذنب من طبع البشر ، لكن المطلوب من العبد أن يكون معظما للرب مستحضرا اطلاعه على عباده فيورث هذا الشعور مراقبة الله عز وجل ، فتقل معاصيه ، وإذا بدرت من العبد معصية بادر إلى التوبة والندم ، وإلا فإن للذنوب أثرا على القلوب لا يعالجها إلا التوبة ، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: " إن المؤمن إذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء ، فإذا تاب ونزع واستغفر صقل قلبه ، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل: ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) .
إن الذنوب تقسي القلب إن لم يتب منها صاحبها بل قد تميته والعياذ بالله ، وصدق عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى حين قال :
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
فهيا بنا نجدد التوبة وإذا ضعفت نفوسنا فعصينا عدنا فتبنا وأمام أعيينا قول ربنا تبارك وتعالى
: ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم).

ماالذي جعل هذا الطفل يقوم آخر الليل‎

حديث الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) صححه الألباني .

قام أبو يزيد البسطامي يتهجد من الليل فرأى طفله الصغير يقوم بجواره .. فأشفق عليه لصِغَر سِنِّه ولبرد الليل ومشقة السهر فقال له : ارقد يا بني فأمامك ليلٌ طويل .. فقال له الولد : فما بالك أنت قد قمت ؟

فقال : يا بني قد طَلَب مني أن أقوم له .. فقال الغلام : لقد حفظت فيما أنزل الله في كتابه : ( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثيْ الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك ) فمَن هؤلاء الذين قاموا مع النبي صلي الله عليه وسلم ؟ فقال الأب : إنهم أصحابه .


فقال الغلام : فلا تحرمني من شرف صحبتك في طاعة الله .. فقال الأب وقد تملَّكته الدهشة : يا بني أنت طفل ولم تبلغ الحلم بعد .. فقال الغلام : يا أبتي إني أرى أمي وهي توقد النار تبدأ بصغار قطع الحطب لتشعل كبارها .. فأخشى أن يبدأ الله بنا يوم القيامة قبل الرجال إن أهملنا في طاعته .. فانتفض أبوه من خشية الله وقال : قم يا بني فأنت أولى بالله من أبيك ..
وقفة:
لابد ان نقف مع انفسنا قليلا


تعيش شعيرة قيام الليل في هذه الأيام غربة بين المسلمين .. فنحن في زمن عزَّ فيه من يهتمُّ بهذه الشعيرة وقلَّ فيه من يُحييها في نفسه وأهله وجيرانه .. والحبيب عليه الصلاة والسلام يقول : ( عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن البدن ) رواه الترمذي وصححه الألباني .


وكان عليه الصلاة والسلام يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ولا يترك القيام حتى وهو مريض وقد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وما ذالك إلأ لأهمية القيام ولثوابه العظيم فما بالنا ونحن أصحاء أقوياء نفرط في القيام ونتكاسل عنه وقد كثرت ذنوبنا ؟

وكان عليه الصلاة والسلام يحثًّ أصاحبه ويرغبهم في القيام .. فعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل ) متفق عليه .. وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( إن في الجنة غرفا يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام ) .تحقيق الألباني(حسن)


أخي الحبيب : اعلم أن لقيام الليل لذة عظيمة ولأجل هذه اللذة كان السلف رضوان الله عليهم أجمعين يفرحون بقدوم الليل ويحزنون على ذهابه لما يفوتهم من حلاوة المناجاة ولذة التهجد .. قال علي بن بكار رحمه الله : منذ أربعين سنة ما أحزنني إلا طلوع الفجر.

وقال أبو حازم رحمه الله : ما مرت بى ليلة إلا وأنا لم أقضي نهمتي ( أي لم أشبع من قيام الليل ) .. فأسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يوفق للقيام ويتلذذ ويأنس بمناجاته سبحانه .

(الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى).



قال تعالى : (الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى).
إذا تأملت في خلقك فستجد أن كل جزء فيك قد خلقه خالقك لحكمة معلومة وجعل ذلك الخلق متناسباً مع أداء تلك الحكمة والوظيفة التي خلق من أجلها.
تأمل إلى عينيك إلى أذنيك وإلى معدتك كيف جاءت مطابقة لوظيفتها وكيف هداها لأداء مهمتها فهذه ترى وتلك تسمع والثالثة تهضم الطعام، وقد خلقت جميعاً من طعام واحد.
وتأمل إلى شجرة الرمان أو زرع البر، وشجرة النخل كيف قدر الله لكل واحدة خلقاً خاصاً وثمرة خاصة، وهدى كل واحدة لصناعة ثمرتها الخاصة وأخذ صورتها المحددة في الجذور والأغصان والثمار، والكل من مادة واحدة قال تعالى:﴿ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ ( سورة الرعد: آية 4).
وتأمل اختلاف حياة الأسماك والطيور والنمل والجراثيم وسائر أنواع الحيوانات كيف خلقها الله من مادة واحدة وقدر لها الحياة في أماكن مختلفة وبطرق متفاوتة ولكنه هدى كل حيوان إلى ما يناسبه ويناسب حياته وأرشد كل جزء فيه لأداء وظيفته فهدى الأجنحة أن تحمل الطير وخياشيم السمك أن تستخلص الهواء للأسماك من الماء وهكذا... قال تعالى:﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ ( سورة النور: آية 45).
فإذا تأملت إلى الشمس والقمر والكواكب والنجوم وجدت كل واحد منها قد خلق بأقدار خاصة وهدي إلى المكان المناسب ورسم له طريق سيره المحكم المطابق لأقداره وأوضاعه، فاتزنت أجرام السماء، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ ( سورة فاطر: آية 41) .
فلو زال كوكب أو نجم أو الشمس أو القمر عن مجراه لفسد النظام واختل.
ومن تأمل في هذا الوجود وتفكر علم أن الخالق الذي أبدع خلق كل شيء، قد هدى كل مخلوق إلى ما قدر له قال تعالى:
﴿سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى(1)الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى(2)وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى﴾ (صورة الأعلى: آية ا-3.).
وقال سبحانه على لسان نبيه موسى: ﴿ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ (سورة طه: آية 50).