الأحد، 8 يوليو 2012

تباريح التباريح ( 2 )

(تباريح التباريح (2) )

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، أما بعد.. الإخوة الأحبة هذه هي تباريح التباريح الثانية، أرجو أن تنال على رضاكم، وأكرر.. تسرني تعليقاتكم البنااااءة:

(تصغير… تكبير… تقليد)

احمرّت الإشارة الضوئية، فأوقفت سيارتي، كان بجانبي لوحة إعلانية ذات طول وعرض، هل ستصدقون لو قلت لكم أنني قرأت عليها دعوة أو دعاية لتجميل الأعضاء الجنسية؟!! قد يقول قائل : كيف ذلك وفي أي بلد ؟!!

حسناً، هذا الإعلان في إحدى المدن العربية وهو بالخط العريض عن وصول الدكتور (ولاحظوا أنه لفظ مذكر ) (الدكتور!!) والذي يقوم بعمليات تصغير وتكبير الثديين!! أول ما خطر ببالي واستدرت يمينا وشمالا، هل يوجد نساء أو فتيات أو مراهقين في السيارات الواقفة في هذه الإشارة؟! وما هي ردة أصحاب الحياء تجاه مثل هذه الإعلانات السمجة ؟!!

وهنا اخضرّت الإشارة الضوئية، وانطلقت بسيارتي وأفكاري.. فبعد أن قرأت مؤخراً عن آخر التقليعات الجمالية في عالم الموضة ألا وهو إبراز عظمة الخدين، ها أنا ذا اصدم بهذا الإعلان، ولا أدري، هل هناك رجل ( بمعنى هذه الكلمة، وليس ذكرا) يرضى أن يذهب بزوجته أو ابنته أو غيرهما من محارمه إلى مثل هذا الطبيب ويقول له: لو سمحت يا دكتور صغّر أو كبّر لي هاذين الـ....؟! ولا أدري أيضا كيف سيكون الكشف المبدئي لمثل هذه العملية ؟!!

طبعا سأجد الكثير من المخالفين لي في هذا الكلام، ومن القائلين: يا أخي لا تضخم الأمور، الأمر هين ولا يعدو سوى عملية تجميلية, عموماً إليكم بعض التأصيل الشرعي لهذه المسألة:

ذكر الشيخ الدكتور: (محمد بن محمد المختار الشنقيطي) في كتابه:

(أحكام الجراحة الطبية والآثار المترتبة عليها) ص (173-188) تفصيلا كاملا لهذه المسألة، اقتبست منه:

"تجميل الثديين بتصغيرهما إذا كانا كبيرين، أو تكبيرهما بحقن مادة معينة مباشرة في تجويف الثديين – تسمى هذه المادة بمادة السلكون-، أو بحقن الهرمونات الجنسية، أو بإدخال النهد الصناعي داخل جوف الثدي بواسطة فتحة في الطية الموجودة تحت الثدي"

ثم ذكر: "موقف الشريعة من هذه الجراحة: وهذا النوع من الجراحة لا يشمل على دوافع ضرورية، ولا حاجية، بل غاية ما فيه تغيير خلق الله، والعبث بها حسب أهواء الناس وشهواتهم، فهو غير مشروع، ولا يجوز فعله، وذلك لما يأتي..."

ثم ذكر الأدلة والتعليلات الدالة على التحريم عنده – حفظه الله – ومن أرد الاستزادة فليراجع الكتاب المذكور أعلاه.



(كـفـى)

(التدخين يكلف مال)

(استهلاك مزيج من الكحول والمخدرات يضر بالدماغ)

(الأشياء البعيدة تصعب رؤيته)

(ابتلاع أكثر من مغناطيس واحد يضر بالصحة)

(الذاكرة والتركيز يضعفان بالتقدم في السن)

عزيزي القارئ... ما قرأته أعلاه ليس استخفافاً مني بعقليتك، حاشاك، وليس الغرض منه إبداء روح الدعابة لدي، أبداً، أبداً.... هذه أسماء لبعض البحوث والنشرات العلمية في أمريكا!!، نعم هي كذلك، ولدي أسماء مصادرها!! وبناءً عليه فأقول: على الغرب أن يعلم بأننا لدينا القدرة على تنفيذ بحوث أكثر (علمية وخبرة) من بحوثهم، فمثلاً:

(قتل الأطفال والنساء في فلسطين يقلل من عدد المسلمين)

(القصف الجوي الأمريكي للعراق وأفغانستان يسوي المنازل بالأرض)

(قصف البنية التحتية للدول الإسلامية المنكوبة، يزعج أطفال إندونيسي)

وغير ذلك من البحوث، وأقول لهم: كفى استخفافاً بعقولنا، وقبلها كفى استخفافا بدمائنا، وعلى الذين يطبلون ويزمرون لهذا الصنم (أمريكا) عليهم أن يعلموا أن النصر قادم مهما تأخر، وحينها سيعضون الأيادي ندماً بدلاً من الأصابع.



(أشجان)

أيا عبرات عيني لا تداني
فراق العين فالهجران جاني

تهاوت وامتطت سرج الجنانِ
وأودعت الكلام فم المعاني

فما خاطبتها والهجر مني
كما بين الأباعد والدواني

أبوح بشجوتي أهجو فؤاد
أبان العز واتبع الأماني

وأشكو نادبا خفقان قلبي
كفاك ثملت من كأس الهوانِ

جراح المسلمين بكل أرض
وأنت تغط ملء العين هاني

فبالإقدام دمدم في البراي
أيا قومي ألا يكفي الأماني

ألا يكفي فراق العز إن
كسرنا السيف ألهتنا الأغاني

حنانيكم ، حنانيكم فإن
غرقنا في بحور من هوانِ

فشوقي نحو عزتنا عظيم
كما البحّار يشتاق المواني.



(رصدويه)

"داء التعالم"

التعالم داءٌ عضال، يصيب الكبار قبل الصغار، وأحياناً يصيب الصغار - ظنا منهم بأنهم قد أصبحوا كبارا بهذا التعالم!!

وقد ينتج التعالم أحيانا عن حسن نية، حدثني أحدهم عن أمه – حفظها الله – والتي كانت ( أمية )، وبعد جهدٍ جهيد دخلت إلى مدرسة ( محو الأمية )، والتي كانت أمي تسميها: ( نحو الأمية ) وهذا ليس تعالما منها،.... عموما، حدث عن أمه ودخولها إلى محو الأمية فقال: ذات يوم كنا نسير بجوار المسجد النبوي – على صاحبه أفضل الصلاة والسلام – وكان بجوارنا لوحة إرشادية كبيرة، فأرادت أمي أن تفهمنا أنها قد تجاوزت مرحلة القراءة، وبدأت تتهجى: ( حممماااات حررييم … حمامات حريم)

بالطبع اللوحة كان عليها رسم يوضح بأنها – فعلاً – كما فهمتها أمي ( حمامات حريم)، ولكن المشكلة أن المكتوب كان: ( مراحيض نساء)!! :)

-وبالطبع أيضا- فهي هنا ليست متعالمة، ولو كانت كذلك فهو من باب حسن النية، أما التعالم الذي أقصده، والمقصود منه انتقاص أهل العلم أو التطاول عليهم أو التطاول على العلم نفسه فهذا هو (أم المشاكل)، تجد أحدهم لا ناقة له ولا جمل في العلم الشرعي، بالرغم من حصوله على (الدال نقطة) أي (دكتور) في أحد العلوم الدنيوية، ومع ذلك تجده – وبلا علم – يرد على العالم الفلاني بأنه قد أخطأ في هذه الفتوى ولم يساير العصر، بل ويتطاول على المجامع الفقهية بأنها ذات رؤية قاصرة!!

قبل فترة.. وفي مقال لكاتب لزاما أنه قد بلغ سن الرشد ، وفي صحيفة يفترض أنها قد أينعت واخضرت، فما كان منها إلا أن نعت الفضائل وللأخلاق قد ضرت ،، أورد لنا هذا المتعالم كلاماً متناقضا ، يطالب فيه أهل العلم إذا أرادوا أن يفتوا في شؤون الحياة الدنيا أن يكونوا أكثر من متخصصين في كل العلوم!!

فيجب على حد قوله من المفتي أو العالم إذا سئل عن الدواء الفلاني مثلا ، ليس فقط أن يكون متصورا لفوائد أو أضرار أو ماهية هذا الدواء ، بل يجب عليه أن يكون حاصلا على الدكتوراه في الصيدلة مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطباعة رسالته!!

وقس على ذلك إذا أراد هذا العالم أن يفتي في أمور السياسة والاقتصاد والميكروبيولوجي.

ولا أظن أن هذا الكلام يحتاج إلى رد أو تفنيد ...ولعل الكثير سيقول لي بأن هذه دندنة عهدناها كثيرا من أمثال هذا الكاتب!!

ولكن المشكلة- وهذا خروج عن موضوع التعالم - أنه خرج عن صميم موضوعه ليبارك للعراقيين إذلال أمريكا لهم!! فيقول:

"هذه فرصة للعراقيين بعد أن بدد ثروتهم النظام السابق في مغامرات وممارسات خلفت مقابر جماعية وسجونا مروعة..."!!

فنقول له: يا أيها المتعالم - وليس دفاعا عن البعثية وخرافاتها - ولكن: ماذا فعلت (أم الكفر) أمريكا قبل وخلال وبعد غزوها للعراق؟! وهل يستجار من الرمضاء بالنار؟!!

وصدق من قال في أمثال هذا الكاتب المتعالم:

وأمسك بالكتاب يهز رأساً.. ويفتل شارباً ويقول: (( ها..ها))

وأطرق للمسائل أي بأني... ولا يدري لعمرك ما طحاه

وقولهم:

يقولون هذا عندنا غير جائز... ومن أنتمُ حتى يكون لكم ( عندُ)

ومن طرائف ما مر عليّ في مسألة التعالم، أحدهم كنت أنصحه في مسألة من المسائل،

-وهو كما أعرف عنه- قليل العلم الشرعي، وتبين لي تعالمه، فخرجت عن المسألة، وسألته: ما حكم الغناء؟ - وطبعا أنا نطقت الغناء بدون الهمزة، أي ( الغنا) ، فأجابني بسرعة: الغنا حرام، فقلت له: لماذا؟، فقال: لأن الله هو الغني!!

كفانا الله وإياكم شر التعالم.



(فارس قبيل الفجر)

هاهو نديم الترحال,,يسير برفقة الهلال,,
فارسُ الفجرِ تَرَجّل,, لمح سدرة فأقبل,,
اتخذها سترة وكبّر, فتعالت: (الله أكبر),,
نشيجهُ وحمحماتُ الخيل تدغدغ سكون الليل البهيم,,
أتم ما كتب له من الركعات, ثم رأى أن يقضي قبيل الفجر ببعض السبات,,
أسند رأسه إلى السرج,, وهام في نوم كالموج,,
راح في خِضم الرؤى,, فيا ترى ماذا رأى؟!!
رأى أنه هناك,, نعم هناك,,
حيث القعقعات والنجيع,,
حيث ينطق الحجر والشجر,, ويختبئ النذل وراء الغرقد،،
وإذا بالسماء تناغي الكون بإيماض البرق وهزيم الرعود,,
صدره بات كمرجل,, كبّر هناك وجلجل,,
وتحقق الوعد المبجل: (تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم),,
فجأة... تحول المشهد غير المشهد,, والمكان غير المكان,,
وإذا بالجند زُرافاتٍ ووحدانا,, تتردد بينهم كلمات لم يسمعها منذ زمن:
غرناطة,, أشبيلية,, قرطبة!!
وسمع الشاعر الذي كان يَبكي ويُبكي بقوله: لمثل هذا يذوب القلب من كمد,,
إذا به منتشيا يردد:
لمثل هذا يطير القلب من فرحٍ ... إن كان في القلب إسلام وإيمانُ
ومن على المنابر تعالى الأذان يشنّف الآذان,,
غلبته عبرات دفينة,,
ودمعت عيناه وهو في المنام..!!
أيقظه نوحُ حمامة على الغصن,, فامتطى صهوة الخيل,, وعجّل,,
وسار نحو الفجر القريب,, وهو يترنّم شادي:
وحين أجيء للأقصى... كما يوماً أخي أوصى
سأدفع عندها الرشاش... يجعله الأمير عص
...........
يظل عليه متكئاً... ليعلن من رُبى القدسِ
رجعنا اليوم للأقصى... فهبوا نحو أندلسِ.



(رسالة عجيبة جداً جداً)

ما أجمل ما قاله الفرنسي: أمين عبدالكريم باربو في معرض حديثه عن العربية: "تعلمت العربية فأصبحت أرى بعيون الكون كله "
وقال أيضا : " إنها لغة ليست لماض متألق فقط، إنها أيضا لمستقبل العالم بأسره شرقا وغرب، إنها لغة فكر وروح وحضارة أفضل للبشرية جمعاء "
هذا كلام الفرنسي المسلم، أما كلام الواقع عند بعضهم فإليك مقتطفات منه :
- أحدهم سقط القلم من يده ووقع على الأرض فقال : ( أوه شيت ! )
ولم يقل: الحمد لله على كل حال
- الآخر اصطدمت به في الطريق وأنا ماش على قدمي فقال : ( سوري كابتن)
- آخر : قلت له وكنا في مطعم : ماذا أحضر لك ؟
فقال : ( دينار بوكس )
فقلت له ألا ينفع الدرهم ؟
فضحك ساخرا وقال : أقصد وجبة !
- وآخر يقول إذا خيّر بين أمرين : ( آز يو لايك ! ).
ولقد قرأت رسالة عجيبة جدا كتبت قبل ما يقارب ألف عام، شكا فيها - ألفارو - مطران قرطبة عاصمة الخلافة في الغرب الإسلامي أن أتباعه من النصارى في قرطبة تخلوا عن لغتهم، وأقبلوا على اللغة العربية.
يقول : " من الذي يعكف اليوم بين أتباعنا على دراسة الكتب....، أي يرجع إلى كتاب أي عالم من علمائها ممن كتبوا كتبهم باللغة اللاتينية ؟ "
ويقول : " إننا لا نرى غير شبان –نصارى- هاموا حبا في اللغة العربية، يبحثون عن كتبها ويقتنونها، يدرسونها في شغف ويعلقون عليها، ويتحدثون بها في طلاقة ويقولون بها الشعر في رقة وأناقة .. يا للحزن !! –نصارى- يجهلون كتابهم وقانونهم ولاتينيتهم وينسون لغتهم نفسه"
فقلت معقّبا على كلامه : يا للحزن .. فليت هذا النص يخاطب به أبناء لغتنا العربية المنكوبة.



(عُشّاق الجِنان)

وأخيراً.. هذا رابط لشريط أناشيد جميلة، وهو باسم: (عشاق الجنان)
اضغط هنا


حامد كابلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق