الأربعاء، 11 يوليو 2012

عندما يقودنا الآخرون‎

مُوديل فُستانِك مرّة قديم
قيلت (لمها) في مناسبة عامة
ظللت جبينها الوضاح بعد تلك الكلمة سحابة حزن
عادت لمنزلها باكية مهمومة بقلب موجع وصدر ضيق ودمع منحدر
انقلب فرحها إلى ترح! وتمنت لو اختطفتها الطير أو سقط عليها كسفاً من السماء ولم تسمع تلك الجملة
موقف قد نمر به جميعاً
فلربما أسمعنا الآخرون كلمة جارحة
أو نقداً سخيفاً أو نظرة جافة
وبعدها تسوء نفسياتنا وتتدهور صحتنا وتضعف ثقتنا بأنفسنا
وتلك جريمة عظيمة وجناية نرتكبها بحق ذواتنا

إن السيطرة على الآخرين أمر متعذر فليس بالإمكان تكميم أفواههم واعتقال ألسنتهم
إن التأثر الكبير بالآخرين يعني تمكينهم من ذواتنا وتسليمهم قيادتنا وهذا يعني الحكم على أنفسنا بالضعف
إن ما نملكه ولنا حق السيطرة عليه هو تفكيرنا ومن ثم مشاعرنا

إن مكمن القوة وأس البطولة يتمثل في التوجيه الإيجابي لأفكارنا
والسبيل إلى هذا في نظري يتمثل في تشرب معنيين مهمين همااولا / من الغفلة الخطيرة والوهم الكبير أن تتخيل نفسك مقبولاً مرضياً عنك من الجميع
فالركض خلف الناس لطلب إرضائهم يعد ضعفاً في الشخصية وخوراً في الهمة إضافة إلى كونه أمراً مستحيلاً لم يتحقق للبشرٍ
من ذا الذي ترضى سجاياه كلها....... كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
فما عليك إلا أن تتحرى الصواب طالباً فيه وجه الله عزّ وجلّ ومرضاته، منصتاً للنصح والنقد البناء
عصياً كالصخر على أي نقد محطم
ثانيا / من الروعة بمكان أن ننشد الإتقان ونتلمس التمام ولكن الإشكالية تكمن في المقاييس العالية جداً التي قد نضعها لأنفسنا عند قيامنا بأي عمل فإما أن تكون نسبة الإتقان (100%) أو أن ما قمنا به يُعد فشلاً ذريعاً وسقوطاً مدوياً، وهذا خطأ فادح وظلم عظيم للنفس إذ أننا مطالبون باستنفاد الجهد واستفراغ السبب بعد الاتكال على الله، فعقلية (100%) أو الفشل ستصنع منك شخصاً متوتراً ذا أفق ضيق محطم المواهب مسلوب الإرادة والقدرة إن الحياة قصيرة فلا تستحق أن نقضي منها ولو وقتاً يسيراً في همٍ وحزنٍ.. والحقيقة أننا نحقق أمنيات بعض الحساد والحاقدين الذين يسلبون الخزائن نفائسها والأجسام أرواحها عندما نتوجع ونتألم من سيئ حديثهم وجاف نظراتهم
ثق بنفسك واستعد حيويتك وتأكد أنه لا حياة بوجود أمثال هؤلاء
وليس من صواب الرأي ورجاحة العقل أن يجعل الواحد من كلمات الكل ميزاناً يزن به ذاته ومقياساً يقيس به تصرفاته
فإن رضوا اطمأن وإن سخطوا غضب وأساء الظن بنفسه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق