يعتبر التلسكوب الفضائي هابل (Hubble Space Telescope) نوع من أنواع التلسكوبات الفضائية ، حيث ان التلسكوبات تنقسم الى نوعان فضائية وارضية ولكن هنا سوف اتطرق للتلسكوبات الفضائية . ويعد هابل أول تلسكوب فضائي يوضع في مدار حول الأرض فقد صمم للرصد في المجال المرئي وفي المجال الأشعة فوق البنفسجية ، وقد أمَدَّ الفلكيين بأفضل وأوضح رؤية للكون على الإطلاق بعد طول معاناتهم من التلسكوبات الأرضية التي يقف في طريق وضوح رؤيتها الكثير من العوائق سواءً جو الأرض المليء بالأتربة والغبار أم المؤثرات البصرية الخادعة لجو الأرض والتي تؤثر في دقة النتائج.
لقد أُطلق على (التلسكوب الفضائي الأوّل) اسم (هابل) تكريماً للفلكي الأمريكي الشهير (إدوين هابل) الذي اكتشف أن في الكون مجرات لا حصر لها تبعد مسافات هائلة عن مجرة (درب التبانة) التي تقع فيها شمسنا الوهّاجة من ضمن مائة بليون نجم تشع في هذه المجرة المحلية.
وفي عام 1929م اكتشف (هابل) قانونه الشهير الذي ينصّ على أن (المجرات تبتعد عن بعضها بعضاً بسرعات تزداد كلما زادت المسافات بينها)، مما أسّس لنظرية (الانفجار الكبير)، التي هي أحد أعظم الفتوح العلمية في القرن العشرين، وترى أن الكون بدأ بانفجار كبير من نقطة متناهية الصـغر ولكنها ذات كثــــافة تكــاد تكون لا نهائية، وصـدق الحق عز وجل: (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون). (الأنبياء:30).
وبعد ذلك (الانفجار الكبير) انطلقت الطاقة الإشعاعية في اتجاهات متعددة لتتكوّن منها - بعد آماد طويلة - المجرات والكواكب والنجوم، وما زالت هذه الأجرام تنطلق بعيداً عن بعضها مما يعني أن الكون في حالة تمدّد دائم واتساع مستمر، ولقد عزّزت المـعلومات الواردة من (تـلسكوب هابل ) هذه النظرية، وصدق الحق عز وجل:(والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون).(الذاريات:47).
كان أول عرض لفكرة التلسكوب الفضائي على يد الفلكي ليمان سبيتزر في عام 1940م، وفى عام 1970م قامت وكالة الفضاء الأوروبية Europan Space Agency) ) بالتعاون مع إدارة الفضاء الأمريكيةNASA) ( بتصميم وبناء ما يشبه التلسكوب الفضائي هابل ، وفى 25 أبريل عام 1990م قام خمسة من رواد الفضاء على متن المكوك الفضائي دسكفري بوضع التلسكوب هابل في مداره على بعد 612 كيلو مترًا من سطح الأرض, وأصبحت الصور الرائعة التي يرسلها هابل يوميًّا هي تحقيق لحلم عمره خمسون عامًا، ونتيجة لأكثر من عشرين عامًا من التعاون بين العلماء والمهندسين والمقاولين والمؤسسات من جميع أنحاء العالم، وقد أطلقت وكالة ناسا على أول تلسكوب فضائي اسم الفلكي الأمريكي ادوين هابل (1889 - 1953) الذي أثبت في عام 1920م أن الكون يتمدد مع الوقت بقيمة ثابتة لكنه لم يحددها، وهذه الحقيقة تساند أحد أهم نظريات نشأة الكون وهى نظرية الانفجار العظيم والتي تقترح أن الكون بأجرامه السماوية المختلفة نشأ كنتيجة لاصطدام نجمين كبيرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق