الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

من إيميلي .. علمني جدي قصص قصيرة

علمني جدي الكثير من الامور التي افادتني في حياتي , ومن منطلق الافادة احببت ان انشر ما علمني اياه من قصص عاشها هو نفسه او سمعها عن القدماء , هذه القصص تملؤها العبر و الحكم و يزينها الايمان و تغطيها الطيبه .
لن اطيل عليكم ... اتمنى لكم المتعه و الفائده
واعذروني عن اي تقصير

(6)حج جدي الغالي- اطال ربي عمره و جعله ذخرا لنا – هو و جدتي كثيرا , و قبل اكثر من 30 سنه وهم بائتون في مينا , موقدين الحطب و يسبحون الله كثيرا , يطبخون العشاء ويجهزون الشاي و القهوة , في ارض جرداء امتلئت بحجاج بيت الله الحرام ... يطعمون هذا و يضيفون ذاك و يتعرفون على مختلف الحجاج من جميع الجنسيات لطيبتهم و حبهم للخير , لا صلة لهم بهم غير انهم اخوان في الله , و بينما هم كذلك , اذ يأتي رجل من بعيد من جنسية عربية يصرخ من شدة الألم (( ااااااه يا كبدي ..)) و يسقط على الارض و يبكي و يأن و يصرخ من الم في بطنة , و حولة امه تبكي حرقة على ولدها لا تعرف ماذا تفعل ولا الى اين تتجة . سمعه جدي الغالي وانطلق له و راى انه في حالة يرثى لها , اسرع الى مركز الاطباء السعوديين القريب منهم و طلب منهم المساعدة واخبرهم عن الرجل .. اخبروه بأنهم لا يستطيعون المساعدة لانه ليس سعوديا و هم فقط لا يعالجون الا السعوديين و ان لكل جنسية مركز اطباء , و انه يجب عليه التوجه الى مركز الاطباء الذي يتبع له ... غضب جدي الغالي , فقد كانت المسافة بعيدة جدا و الرجل ملقى لا يستطيع الحراك , طلب منهم على الاقل ان يفحصوا له ضغطة او ان يصفوا له مسكنا علة ينفعه .. لكن لا مجيب . غضب جدي اكثر و خرج منهم عازما على ترك مساعدتهم و الاستعانه بالله ثم على ما يعرفه من الطب الشعبي و الرقيه الشرعية .. جلس جدي بجانب الرجل الملقى ارضا من التعب و الالم فهو يحمل اغراضه و اغراض امه و خالته و عمه فوق ظهرة – انظروا كيف هو بره بأهله –ادخل جدي ابهامه في سرة الرجل و ضغط عليها و هو لا يزال يأن و يبكي و جدي لا يزال يقرأ القران و يضغط و الناس من حولهم متجمهرون و الاطباء في المركز يترقبون جدي من نافذتهم المطلة على الحدث , ولا يحركون ساكنا .... و فجأة سكت الرجل خافت امة و جلست تبكي و تصرخ ((مات ابني .. مات ابني )) و جدي يقرا القران و يضغط و يبدل ابهامه الذي يضغط به بين اليمنى و اليسرى .. كلما اتقد الابهام من حرارة بطن الرجل بدله جدي سلم الله يداه و شفاهما ... ولا يزال كذلك و بعد عشر دقائق قام جدي الغالي من عنده و احضر من جدتي كوبا من الماء مخلوط فيه عدة مكونات شعبية لعلاج داء البطن .. و رفع رأس الرجل و جعله يشربه ولا تزال امه بجانبة تبكي و تبعد جدي ظنا منها انه ذبحة . قام من عندة و جعله يرتاح و امر امه بأن تدعه دقائق يرتاح و يؤدي الدواء مفعولة في جسمه . و ما هي الا دقائق , و قام الرجل مابه من علة و حمل اغراض اهلة و شكر جدي وهو يدعي له و يثني عليه , و عندما عزمة جدي على العشاء لم يقبل مبررا ان ما فعله له عن عزيمة ,, و رحل .. ولا زال الناس يتحيرون من هذا و يسألون جدي ما السر في ضغط السرة ؟ وما هي الا دقائق اخرىو الاطباء حاضرون يسألون نفس السؤال و يطلبون من جدي الانضمام لهم في معالجة المرضى او على الاقل يأخذون اسمه ليرفعوه لينال جائزة على ما فعلة في مساعدة الرجل ... رفض جدي ذلك و برر ان جائزتة عند الله تعالى .

علمني جدي :::
القران الكريم علاج من لا علاج له .
اصنعا معروفا ولا تنتظر رده ..
(7)
قصة من الماضي

مرض درويش – من ايران – وهو في طريقة الى الحج , فأستقبلة رجل و ادخلة في خيمتة و اعتنى به و كلما اتى له بالطعام رفض الدرويش الطعام و قال : انا مريز = انا مريض , و لم يأكل يأس الرجل منه بعد 3 ايام و لم يقدم له الطعام بعدها ,مرت 7 ايام و تعافى الرجل و زالت عنه الحمى , وفي ذلك اليوم زار رجل صاحب الخيمة و رأى الدرويش و سأله عن حالة . فقال له الدرويش : انا جيعان , انا حتى عقارب سما ياكل ( و يعني بعقارب سما = الجراد )

من شدة الجوع يريد اي شئ ليأكله . فقدموا له احسن الطعام .

علمني جدي :::
اعتني بمن حولك كما تحب ان يعتنوا بك

(8)
قصة من الحاضر

مر رجلان على مسجدا في الطريق يريدان الصلاة بعد رحلة سفر طويلة , و بينما هم يتوضأن شاهدا رجل بقربهما يتوضأ و يغسل قدمية و هو يلبس الشراب و الحذاء ... تعجبا منه و سأله واحدا منهما مازحا : (( انت سوداني ؟؟))

التفت الرجل عليهما و قال : (( اااااااي يازول )) و خرج من الحمام اعزكم الله و الماء يمشي معه يفيض من حذاءه . ضحك الرجلان ضحكا شديدا و اكملا وضوئهما و خرجا سريعا الى المسجد ليلحقا بصلاة الجماعة .. وكانت هناك المفاجاة , اذ وجدا ان الامام هو نفس الرجل الذي شاهداه يتوضأ .

علمني جدي :::
تبادل اطراف الحديث بما هو مفيد ليس مضيعة للوقت و انما هو تسلية و ترويح عن النفس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق