الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

عندما تُظلم الزوجة الثانية

تنتشر في مجتمعنا بعض العادات الاجتماعية المخالفة للشرع يظنها بعض الناس من الدين لأنها شاعت في مجتمع محافظ،

 ومن ذلك نظرتهم إلى العدل بين الزوجات،

 فالرجل الذي يبدي محبته للثانية ولو بزيادة بسمة يرون أنه قد مال معها وظلم الأولى مهما كان عادلاً في أموره كافة، وهذا نابع من تعاطفهم مع الأولى، إذ يرون أن مجرد زواجه عليها ظلم لها، أما إذا فضل الأولى وظهر ميله لها واضحاً جلياً، فإنهم لايلاحظون ذلك ولايعتبون عليه، بل قد يقولون: ماشاء الله عليه، تزوج ولم ينس زوجه وأولاده.
لذا فالأزواج اليوم على ثلاثة أصناف (إذا أحبوا الثانية) فصنف يتقي الله ويبذل مافي وسعه من العدل، ولايبالي بكلام الناس أرضوا أم سخطوا، وهؤلاء صاروا أقل من القليل.
وصنف يميل مع هواه، ولايبالي بشرع ولاعرف، فيظلم الأولى ويجحف في حقها وينسى نفسه مع الثانية ويهمل أهله وأولاده ودينه، وهؤلاء هم الأكثر.
وصنف يعلم حكم الشرع ويحاول تطبيقه، لكنه في نفس الوقت يريد إرضاء المجتمع، فيتظاهر بميله للأولى ويعوضها عن الميل القلبي بالميل المادي.

وإليك نماذج من مداراتهم للناس:

- لايأخذ إجازة من العمل في بداية الزواج لئلا يقول الناس والزوجة الأخرى: ألهاه عرسه عن عمله، ويجعل الإجازة بعد شهر أو أكثر.
- يذهب إلى الأقارب (في دوريتهم الأسبوعية) ولم يمض ثلاثة أيام على زواجه من بكر، ويعتذر منها بقوله: أخاف أن يقول الأقارب أنساه زواجه إيانا.
- يسافر بالثانية مدة يوم وليلة حتى لايعلم الناس أنه قد سافر بها، وبعد أسبوع من الزواج يسافر بالأولى مدة أسبوع بحجة أن في هذا صلة لوالديه في السفر معهما، مع أنه يعتذر كثيراً عن صحبتهم قبل أن يتزوج بالثانية، لكنه يخشى إن تركهم هذه المرة أو اصطحب الثانية أن يتهموه بالميل لها.
- يمزح معه بعض الأقارب فيقولون: أنت تخرج مبكراً عندما تكون عند الثانية، فيبدأ بالسهر إلى مابعد منتصف الليل ليثبت لهم خلاف ذلك.
- يحرص على بيت الأولى وعلى تنسيقه وسعته ودعوة الأقارب إليه وتغييره من فترة لأخرى، ليقولوا: ماشاء الله عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق