السبت، 23 يونيو 2012

الأسئلة الخاطئة حول الحب والمال

منذ قصص ألف ليلة وليلة وربما من قبلها لم يحسم هذا السؤال :
ماذا تفضل الفتاة الحب أم المال ؟
انتصرت القصص للحب وانتصر الواقع للمال ، والحقيقة أن الخطأ ليس في الفتيات
ولكن في صياغة السؤال ، فكما أن هناك إجابات خاطئة فهناك أسئلة أفدح خطأ.
يضعنا السؤال الخاطئ في مأزق لأنه يقوم على تشريح نسيج متداخل فيفسده ،
إجابة السؤال هي تحتاج الفتاة قدرا من الحب يشبع روحها ويسعدها ويعينها على الاستمرار
ولا تستغني عن المال لدفع فواتير الحياة لأن صاحب البيت ومدير المدرسة
وبائع السوبر ماركت لا يعترفون بعملة اسمها الحب.
الإجابة بديهية لا تحتاج تفكير فلماذا طرح السؤال كثيرا في القصائد والروايات ؟
لأن غالبية كتاب القصص والشعراء لايملكون المال ويريدون اجتذاب الفتيات ببضاعتهم
التي لا يملكون سواها ( الكلام المعسول ) ولأن الفتاة في أوج براءتها تعلي قيمة العاطفة
ويكون لديها ميلا للتمرد علي السائد والمألوف ورغبة خفية في أن تكون
( ليلى أو جولييت ) ولكنها تندم كثيرا إذا عاشت هذا الوهم.
لا يأتي الندم فقط من احتياجها لحياة لائقة لا يملك حبيبها مصاريفها ،
ولكن تأتي الصدمة الكبري في الشخص نفسه إذ تؤكد لها الأيام أنه ليس ( قيس ولا روميو )
بل مجرد شاب نزق أناني تسلي بها قليلا وليس مهتما بما سيؤول إليه مصيرها
وتأتي الصفعة منه عندما يقول لها ( لم يضربك أحد علي يدك ياشاطره )
هناك حقيقة أولية تقول أن الإنسان لا يمكن تشريحه وتجزيئه مادام حيا ، وكذلك الشخصية ،
شخصية الرجل تتضمن دينه وخلقه أولا ثم شكله ومظهره وأسرته وعمله ونفسيته
وعقله وماله أيضا ، هذه التركيبة كلها متداخلة لايمكن تجزيئها وإما أن تناسب الفتاة فتقبلها
أو لا تناسبها فتتركها ،ولكل عنصر فيها درجة ومجموع الدرجات هو التقييم الشامل للرجل ،
المال بالذات بالنسبة للرجل له دلالات عديدة ـ إذا كان من كسبه الحلال ـ فهو ليس مجرد عنصر
في شخصيته أو وسيلة يمكن أن تيسر الحياة لأسرته فحسب
ولكنه أيضا وسام النجاح الخارجي الظاهر لكل الناس.
للنجاح في العمل جائزة داخلية هي تحقيق الذات وتقديرها وجائزة خارجية هي ما يحصل
عليه الشخص من مال ومنصب وتقدير في مجال عمله ، ولابد من تحقق الاثنين لنحكم للشخص
بالنجاح الحقيقي ، فلا نجاح لمن يحصل على المال بالفهلوة وبأعمال هي أقرب للنصب
وهو داخليا يشعر بالخسة والنقص ، ولانجاح لمن لا يحصل على عائد مادي من عمله
مهما كان مبدعا لأنه سيكون مهمشا عالة على مجتمعه.
لذلك فتاتي العزيزة اختاري من يحقق قدرا مناسبا ومرضيا ومكافئا لك ولعائلتك من النجاح
الداخلي والخارجي ، ذلك القدر الذي يرضي الضمير ويطمئن الأهل على مستقبلك معه ،
ولا مانع من الكفاح مع الشاب الطموح المجتهد الذي تشاركينه رحلة بناء المستقبل حتى
لو كان قليل المال مادام جادا و مؤهلا لتحمل المسئؤولية، ولكن إذا جاءك ذلك الفاشل الصعلوك
ذو العيون الناعسة والكلمات المنمقة ليسألك ( أيهما تفضلين الحب أم المال )

قولي له ( أفضل الرجل الحقيقي ولن أجيب على الأسئلة الخاطئة )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق